بلدي نيوز - حلب (عبدالقادر محمد)
تصاعدت أسعار وسائل التدفئة مع دخول الشتاء، في عموم سوريا، وبلغت الأسعار أرقاما قياسية لم يسبق أن وصلت اليها سابقا في شمال حلب، حيث وصل سعر برميل المازوت (220 ليتر) إلى (90) ألف ل.س ، بعد أن كان بالعام الماضي (40) ألفا، وتضاعف سعر طن الحطب ووصل إلى (85) ألف وكذل كيس الفحم الذي أصبح سعره (2200).
هذا الارتفاع الجنوني بالأسعار دفع السوريين الذي يعانون تحت وطأة الحرب والنزوح، وقلة الموراد الاقتصادية إلى البحث عن وسائل بديلة تقيهم برد الشتاء، دون الاهتمام بأضرار بعض هذه الوسائل على صحتهم بالمستقبل.
مصطفى حسون مواطن سوري مهجر من حلب إلى أعزاز الخاضعة للجيش الوطني بريف المحافظة الشمالي، يقول إنه يعمل في مجال الإنشاءات ويتقاضى أجرا هو 3 آلاف ليرة سورية، لذلك اختار أن يعتمد على الفحم كوسيلة للتدفئة بالشتاء.
ويوضح حسون بحديثه لبلدي نيوز، أن الفحم الذي يستعمله هو الفحم المستخرج من حراقات الفيول ويبلغ سعر الكيلو غرام منه 50 ليرة سوريا وهو يحتاج لعشر كيلو منه يوميا، ويشير أن سعر هذه السلعة ارتفع من 12 للكيلو الواحد العام الماضي إلى 50 هذا العام، ويلفت أنه يعي المخاطر الصحية من استخدامه ولكن لا سبيل لتدفئة عائلته إلا بذلك.
سألت بلدي نيوز الدكتور عبدالله عبد المنعم أخصائي الأطفال، عن الأضرار الصحية عن استخدام المواد القابلة للحرق مثل (البلاستيك والمواد التالفة والفحم المستخرج من الحرقات) وغيرها، فقال إنها جميعا "ينتج عنها انبعاثات غازية سامة تأثر بشكل كبير على صحة الإنسان وتكون بداية على الجهاز التنفسي حيث يسبب التهاب قصبات معند ويزيد المرض للذين لديهم حساسية وازمات ربو وعندما يتكرر الاستعمال قد يتطور الامر لسرطان".
ويشير عبد المنعم إلى أن هذا الوسائل بالتدفئة قد تسبب "تشوهات لدى الاجنة في حال تم استنشاق الحوامل لهذه الغازات في أوقات متكررة، كما ساهم هذه الغازات السامة من إضعاف الجهاز المناعي لدى الأطفال والشيوخ تجاه الأمراض البسيطة مثل الكريب".
وشدد إلى ضرر هذه المواد يكون في أقصاه ليلا بسبب نقص الأوكسجين بالهواء، لافتا إلى الحالات المرضية الناتجة عن استخدام هذه المواد تكثر بشكل يومي، وهي تحتاج لعلاج شبه دائم ومكلف وهنا يجب ان ننوه على التوقف عن استخدامها لسببين مهمين، أولا الصحة التي تتأذى وهي أغلى ما يملك الانسان، ثانيا التكلفة التي تترتب مقابل العلاج يعني بالمحصلة ما يتم توفيره بالوقود يتم صرفه على العلاج.