بلدي نيوز- (ليلى حامد)
بدأ اليوم السبت، 9 تشرين الثاني، إضراب المدارس في الشمال السوري؛ بعد أن أطلق عدد من المعلمين في محافظة إدلب، وأرياف حلب، واللاذقية، حملة بعنوان؛ "أنا معلم من حقي أن أعيش".
وتستهدف الدعوة جميع المعلمين في المحرر للإضراب، إلى أن يعود للقطاع التعليمي حقه من قبل المنظمات المعنية أو إيجاد حلول أخرى.
وتعتقد اﻷستاذة "آمال" مديرة إحدى مدارس ريف إدلب؛ أنّ ضرب العملية التعليمية، يخدم النظام، وبالتالي؛ ترى ضرورة إيجاد آليات سريعة من أجل الأبناء، الذين ﻻ ذنب لهم، حسب تعبيرها.
وقال "أسعد السيد"، مدرس في ريف إدلب؛ إن الحملة المعنية بالاضراب، هدفها رفع الصوت عالياً، والمطالبة بحقوق طالب العلم قبل أي شيء.
وأضاف؛ إنها دعوة ذات بعد وطني، من الضروري مشاركة اﻵباء فيها أيضا.
ومن المفترض أن الإضراب سيبدأ هذا اليوم 9 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، ويستمر حتى 11 منه، وسيتم تمديده إلى ثلاثة أيام أخرى؛ إذا لم تتم الاستجابة إلى مطالب المعلمين.
وتلخص الأستاذة آمال تلك المطالب بقولها؛ "لا بد من إعادة رواتب المعلم، إضافة لتأمين المحروقات، وكذلك تأمين الكتاب المدرسي"، وأوضحت أنّ أكثر المدارس تشكو من غياب الكتاب المدرسي.
ويشار إلى أنّ الدعوة للإضراب هذه أتت على خلفية إعطاء بعض المدارس دعما جزئيا وحرمان المدارس الأخرى من الدعم.
ويجمع المعلمون الذين استطلعت مراسلة بلدي نيوز رأيهم، أنّ سلبيات هذا الحرمان، ستكون واضحة على مستقبل الطلاب، والتي لخصوها، بتوجه الأطفال نحو العمالة، إضافة إلى تفشي ظاهرة زواج القاصرات، ومشاكل اجتماعية لا حصر لها.
وقال اﻷستاذ أسعد لبلدي نيوز؛ إن العملية التعليمية إن لم تأت أكلها وتمشي نحو المسار الصحيح ستعود بالمجتمع بنتائج كارثية، لذا نهيب بجميع الأهالي والمعلمين أن يشكلوا تضامنا وتكاتفا حتى تعود حقوق المعلمين وتتابع العملية التعليمية على أعلى مستوى.
هذا وألقت مديرة إحدى المدارس التابعة لمدينة أريحا اللوم على حكومة الإنقاذ لتجاهلها القطاع التعليمي، وعدم دعمه ولو براتب بسيط للمعلم حتى تمنع تسرب الطلاب، ولكنها للأسف لم تعط أي اهتمام لقطاع التعليم. حسب وصفها.
ويشار إلى أن منظمة كومينكس توقفت في أيلول/ سبتمبر هذا العام عن تقديم الدعم لنحو 4400 وظيفة تعليمية من أصل 7278 وظيفة لمدرسين ومدرسات موزعين على مديريات التربية في إدلب وأرياف حلب وحماة واللاذقية، واقتصر دعمها على 310 مدارس في الحلقة الأولى، وبتغطية جزئية. ومن المتوقع أن يكون الإضراب اليوم، عاما ومنظما، وله ضوابط ومرجعية وآلية تعامل موحدة، وسترفع اللافتات التي تعبر عن مطالب المعلمين، حسب وصف اﻷستاذ "عبدالله دنو".
ويجمع المعلمون الذين استطلعت بلدي نيوز رأيهم حول الاضراب، أنه يهدف للمطالبة بحقوقهم، ويؤكدون أن المعلم يعيش ظروفا قاسية، فكل معلم مسؤول عن أسرة، وعليه أن يكفل لها سبل العيش الكريم.
واتفق رأي آباء الطلاب الذين أكدوا مشاركتهم في الاضراب؛ أنّ هذا الإضراب سيكون لمصلحة العلم بشكلٍ عام.
وقال والد أحد التلاميذ لبلدي نيوز؛ "يفترض أن يأخذ كل معلم حقه من الرعاية والاهتمام، إذ إنهم يمارسون دور اﻷب والمعلم والمربي وهذه العملية تستلزم جهدا وطاقةً ذهنية وقدرة على التكيف في ظل أجواء الحرب والتوتر والحاجة اليوم".
ونقلت مراسلتنا عن أحد أعضاء لجنة تنسيق الاضراب، قوله؛ "نؤكد نحن كلجنة إضراب مؤلفة من مجموعة معلمين أنه لا علاقة للمعلمين بأجندة خارجية ولا بسياسات معينة.. همنا الوحيد هو إنصاف المعلمين عبر الوسائل المتاحة".
والجدير بالذكر أن هناك مئات الألاف من الطلاب في المناطق المحررة وانقطع قسم منهم عن التعليم نتيجة القصف وكذلك قسم أخر تسرب من أجل العمل وإعالة أسرهم وخاصة العائلات التي فقدت المعيل.