بلدي نيوز
قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في تقرير لها اليوم الاثنين؛ إنها حصلت على صور أقمار صناعية تُثبت حجم الدمار الهائل الذي تعرضت له مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، مُشيرة إلى أن هدف الحلف الروسي السوري تطبيق نموذج "غروزني والغوطة الشرقية"، وتدمير أكبر قدر ممكن من المباني لتأديب المجتمع السوري.
ولفت التقرير إلى أن َّحجم دمار مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي ومساحته، تُشبه إلى حدٍّ كبير ما تعرضت له غوطة دمشق الشرقية، بين شباط ونيسان 2018، وقبلها أحياء حلب الشرقية نهاية عام 2016.
وأكد التقرير أن عملية التدمير الواسعة عبر القصف الجوي الكثيف ليست فوضوية، بل إنها عملية مدروسة وتهدف إلى تدمير أكبر قدر ممكن من المباني والمنشآت بهدف تأديب سكان تلك المناطق، وإجبارهم على دفع أعظم ثمن ممكن في ظلِّ إفلاته من العقاب والمستمر منذ سنوات عدة حتى الآن.
وأوضح التقرير، أن قوات الحلف الروسي السوري تعمدت منذ بدء الحملة العسكرية الأخيرة في 26 نيسان 2019، قصف وتدمير أكبر قدر ممكن من المساكن، وخاصة المنشآت الحيوية الواقعة في منطقة خفض التصعيد الرابعة، واستعرض التقرير صور الأقمار الصناعية لمدينة خان شيخون كنموذج، وما حلَّ بها يُشبه ما شهدته بقية البلدات والمدن الأخرى مثل اللطامنة وكفر زيتا وكفر نبودة وغيرها.
وكشف التقرير حصيلة استخدام قوات الحلف الروسي السوري لأبرز أنواع الأسلحة في منطقة إدلب منذ بدء الحملة العسكرية الأخيرة في 26/ نيسان/ 2019 حتى 15/ أيلول/ 2019، حيث سجل ما لا يقل عن 24 هجوما بالذخائر العنقودية، 12 منها نفذَّها النظام السوري، و3 نفذتها القوات الروسية، إضافة إلى ما لا يقل عن 21 هجوما بأسلحة حارقة جميعها على يد النظام السوري.
ووفق التقرير؛ فقد استخدمت قوات النظام السوري صواريخ مسمارية في 7 هجمات على الأقل، بينما ألقى مروحي النظام السوري وثابت الجناح ما لا يقل عن 3420 برميلا متفجرا، إضافة إلى استخدامه أسلحة كيميائية في هجوم واحد على قرية الكبينة بريف اللاذقية.
وسجل التقرير على صعيد استهداف المراكز الحيوية المدنية 450 حادثة اعتداء على يد قوات الحلف الروسي السوري منذ 26/ نيسان حتى 15 أيلول/ 2019 من بينها: 109 على أماكن عبادة، و125 على مدارس، و56 على منشآت طبية، و21 على أسواق، و43 على مراكز للدفاع المدني.
وحدَّد التقرير استنادا إلى صور ملتقطة بالأقمار الصناعية في 2/ آب/ 2019 لمدينة خان شيخون، قرابة 220 نقطة تعرضت فيها مبانٍ لدمار كبير، مشيرا إلى أن قرابة 35 % من مساحة المدينة مدمرة بشكل كامل، وأن 40 % منها مدمرة بشكل جزئي، أي أن قرابة 75 % من مباني المدينة مدمرة بشكل جزئي أو كامل.
وأكد التقرير أن عمليات القصف التي استهدفت منطقة خفض التصعيد الرابعة منذ 26 نيسان، تسبَّبت في مقتل 1012 مدنيا، بينهم 272 طفلا، و171 سيدة، على يد قوات الحلف الروسي السوري، وكذلك في تشريد قرابة 630 ألف مدني بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إضافة إلى تراكم ما لا يقل عن نصف مليون شخص من طالبي اللجوء على الحدود التركية.
وأشار التقرير إلى أن عمليات النزوح الأخيرة عي الأسوأ منذ بداية الحراك الشعبي، على صعيد الاستجابة الإنسانية؛ نظرا للكم الكبير جدا من المشردين داخليا، وعجز المنظمات المحلية والدولية الإنسانية عن الاستجابة لكل هؤلاء من ناحية ثانية، ولا تزال الاستجابة الدولية لا تلبي 10 % من تلك الاحتياجات الأساسية، وهي غير متَّسقة بتاتا مع حجم التدفق البشري والكارثة التي حلَّت بهؤلاء النازحين.