بلدي نيوز- الرقة ( محمد عثمان)
تستمر قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بسياسة التضييق على الحريات ومحاولة كم الأفواه بالرقة، من خلال اعتقال النشطاء الذين شاركوا في الحراك الثوري، منذ بداية الثورة في محافظة الرقة، ونقلهم إلى مكان مجهول في ظاهرة جديدة بدأت منذ بداية الأسبوع الماضي.
وفي يوم ١٢ آب الجاري، أقدمت دوريات تابعة لقوات "قسد" على مداهمة مطعم كافيتريا البيت اليوناني جنوب مدينة الرقة، واعتقلت الشاب صلاح الكاطع وثلاثة من أصدقائه، بعد أن اعتدوا عليهم بالضرب أمام عدد من المدنيين، ونقلوا بعد ذلك عبر سيارات عسكرية إلى مكان مجهول، علما أن "صلاح الكاطع، وإياس العبو، وأنس حسن العبو، وخالد سعود السلامة"، هم نشطاء يعملون بمنظمات مدنية.
وبعد سؤال ذويهم عنهم، ادعت "قسد" أنها تحقق في موضوع الفساد الإداري في المنظمات التي يعملون بها.
وبعد أيام من اعتقال النشطاء، عادت قوات "قسد" لتعتقل الطبيب حسن قصاب في مدينة الطبقة، بعد اقتحام منزله دون سابق إنذار والاعتداء عليه وعلى زوجته بالضرب والشتم، وتحطيم بعض محتويات المنزل ومصادرة أجهزة الموبايل واقتياده إلى أحد مقراتهم في المدينة، مع العلم أنه لم يمضِ يومين فقط على زواجه.
ويعمل قصاب في برنامج "الفرات" المدعوم من الخارجية الامريكية، وعاد إلى الرقة قبل أسبوعين بنية الزواج ليتم اعتقاله بهذه الطريقة.
وبعد ساعات من اعتقال الطبيب قصاب، داهمت دورية عسكرية تابعة لقوات "قسد" مكتب منظمة "إنماء" في ناحية الكرامة بريف الرقة الشرقي، واعتقلت مديرها أحمد الهشلوم ونقلته إلى مكان مجهول.
ولم تقف "قسد" عند الاعتقال فقط، بل زعمت عبر بعض وسائل الإعلام التابعة لها أن النشطاء المدنيين يتبعون لتنظيم "داعش" في محافظة الرقة، وقالت إن الطبيب حسن قصاب هو أحد أبرز قياديي "داعش في المنطقة، وأن "الهشلوم" هو أحد أبرز القياديين في التنظيم بالرقة.
وقالت مصادر محلية مطلعة لبلدي نيوز أن مزاعم "قسد" لا أساس لها من الصحة، ومن المعروف، أن حسن قصاب غادر الرقة في بدايات سيطرة "داعش" على المدينة وكان من المطلوبين للتنظيم.
وقال "إبراهيم، ج" وهو أحد أبناء مدينة الرقة، ويعمل في إحدى المنظمات الطبية، إن "قسد" تريد الخلاص من الثوريين والأشخاص الذين شاركوا بالحراك ضد نظام الأسد في مناطق سيطرتها وطردهم منها، وذلك عبر اعتقال عدد من الأشخاص المعروفين بولائهم للثورة السورية وستقوم هي بالانفراد بتلك المنظمات، وتسليمها لأشخاص يتبعون لهم كي تستمر حالات الفساد التي تعيشها لجان ومؤسسات "قسد" في محافظة الرقة.
وقال الطبيب فراس الهنوش، وهو أحد أبناء مدينة الرقة، وعضو في حملة "الرقة تذبح بصمت"، إن اعتقال نشطاء المجتمع المدني في الرقة من قبل ميليشيا "قسد"، ومحاولة إلباسها العديد من التهم "الدعشنة، والفساد"، بهدف منع التضامن الشعبي معهم، وهي وسيلة استخدمتها "داعش" سابقا في سبيل تشويه سمعة كل من هو ليس معه أو ضده.
وأوضح الهنوش في حديثه لبلدي نيوز، أن حملة الاعتقال ليست شخصية، هي ضد كل نشطاء ومنظمات العمل المدني والخدمية التي تشكل سلطة موازية للسلطة الموجودة، وتقليص حجمها على حساب الجهات المدنية التابعة لقوات "قسد".
وأضاف، أن التضامن المطلوب من نشطاء المجتمع المحلي والمشاركة بحملة إعلامية مضادة لتسليط الضوء على الانتهاكات الجارية بحق النشطاء عموما والمعتقلين خصوصا.
وكانت ليلى مصطفى الرئيسة المشتركة لمجلس الرقة المدني، دعت منذ عدة أيام إلى البحث عن مراسل بلدي نيوز محمد عثمان واعتقاله، وخصصت مكافأة مالية لمن يستطيع القبض عليه، وذلك بسبب نشاطه وفضح جميع أنشطتهم وفسادهم داخل مؤسسات "قسد" في محافظة الرقة.