بلدي نيوز – (خاص)
مع اقتراب أول أيام عيد الأضحى وفي كل عام يبدأ السوريون بالبحث عن الخراف والعجول والجمال لتجهيزها كـَ "أضحية للعيد"، إلا أن العام الحالي يشهد ظروفاً استثنائية وأسباب قاهرة قد تمنع نسبة كبيرة من المواطنين من ممارسة هذه الشعيرة.
ففترة النزوح الأخيرة التي ضربت ما يقارب ثلث المناطق المحررة، والحاجة لتأمين أولويات الحياة من مأوى ومعيشة باتت أولى أولويات السوريين في المناطق المحررة، وارتفاع أسعار الأضاحي ارتفاعاً محموماً مقارنةً بأسعار العام الماضي قد تمنع أغلبية السوريين في المناطق المحررة من ذبح أضحية العيد.
بلدي نيوز سمعت آراء بعض الشرائح المجتمعية حول العوائق التي قد تمنع أغلبية سكان المناطق المحررة من ذبح الضحايا.
"عبدالله أبومحمد" نازح من ريف حماة الشمالي قال لبلدي نيوز: "في كل عام نقوم بشراء أضحية أو اثنتين بحسب ما يتوفر لدينا من الفوائض المالية، إلا أن تكاليف نزوحنا الحالي من ريف حماة الشمالي المرتفعة استهلكت معظم مدخراتنا المالية وارتفاع أسعار الضحايا منعتنا العام الحالي من تجهيز أضحية العيد".
وأضاف؛ "أن سعر الخروف الذي يزن 60 كيلوغرام يصل اليوم إلى مايزيد عن 100 ألف ليرة سورية أي مايقارب 170 دولار أمريكي، وهذا المبلغ يعتبر رقما كبيراً مقارنةً بمدخول الأسر في المناطق المحررة، حيث يتراوح سعر كيلو اللحم القائم قبل الذبح بين 1600 و 1800 ل.س، وأن هنالك الكثير من الأمور نحن بحاجتها في نزوحنا واستهلكت جميع ما ادخرناه، بالإضافة لتعرضنا العام الحالي كمجتمع زراعي إلى عدة نكبات طالت مواسمنا كالحرائق والقصف الذي منعنا من جنيها ما أوقعنا بضائقة مالية صعبة، حدت من إمكانياتنا المادية التي اقتصرت على شراء الضروريات".
في السياق ذاته؛ قال "ريان الأحمد" المشرف على فريق البحث والرصد الميداني؛ شهدت أسواق المواشي فترة من انخفاض الأسعار أثناء فترة نزوح ريف إدلب الجنوبي وجبل الزاوية، بسبب أضرار مالكي المرابط والمعالف لبيع دوابهم في السوق خشية عدم تعرضها لغارات جوية، إضافة لمشقة تقديم الطعام والمياه والأدوية لها في ظل القصف، إلا أن الأسعار عادت للارتفاع مع بدء سريان مفعول وقف إطلاق النار، حيث وصل سعر الكيلو القائم للخروف المقصوص إلى 1800 ليرة سورية.
وأشار إلى أن أسواق الماشية تشهد ركوداً في حركة البيع والشراء نتيجة ارتفاع أسعار المواشي وعدم قدرة ذوي الدخلين المحدود والمتوسط من شراء أضحية العيد نظراً للتكلفة العالية التي ستترتب عليهم في حال قرروا أن يقدموا الأضحية.
وضربت المناطق المحررة خلال الأشهر الثلاثة الماضية أكبر موجة نزوح خلال سنوات الثورة السورية، حيث نزح ما يقارب ثلث المناطق المحررة باتجاه الحدود السورية، ما تسبب باندثار العديد من المهن والأعمال والصناعات، أبرزها كان في قطاعي الزراعة وتربية المواشي التي تعتبر من أهم سمات المناطق التي تعرضت للقصف والنزوح مؤخراً.