بلدي نيوز- ريف دمشق (سما مسعود)
صدحت حناجر أطفال داريا فوق ركامها بأغاني الصمود، حيث نظمت إحدى مدارس مدينة داريا المحاصرة نشاطاً ترفيهياً لطلابها، فوق ركام المنازل المدمرة جراء القصف المستمر عليها من قبل قوات النظام.
"فاطمة" ذات السنوات الست هي إحدى الطالبات المشاركات، غنت مع زميلاتها ثم رسمت ما تعيشه.
قالت فاطمة في مقطع الفيديو الذي نشر على اليوتيوب، "هنا وعاء شوربة وطفلة تريد أن تأكل لكن جنود الجيش يضربونها".
في لوحة فاطمة كما أوضح الفيديو، جنودٌ يحيطون بفتاة من كل الجهات ويقومون بضربها، فالجنود بحسب ما قالت فاطمة بلسان البراءة "لايحبون الفتيات".
لوحة فاطمة مليئة بمفردات حياتها اليومية، فالصواريخ التي لا تغيب عن سماء داريا لم تغب هي الأخرى عن لوحة رسم فاطمة، صاروخ بلون الدم يطير في سماء لوحتها، كما تظهر في اللوحة أيضاً دبابة تترصد الفتاة التي اختارت لها فاطمة اسم زهرة.
يُسمع في الفيديو صوت شاب يسأل فاطمة عن سبب اختيارها لرسم الشوربة، وعن محتويات هذه الأكلة التي باتت الطعام الوحيد لأهالي المدينة المحاصرة منذ ثلاث سنوات ونصف، لكنها لم تستطع الإجابة عن السبب الذي دفعها للرسم ولاعن مكونات الطبق الذي تأكله كل يوم.
صديقات فاطمة الصغيرة اقترحن لها إجابات محتملة حول مكونات الشوربة، فالشوربة التي يعرفونها تتكون من "الماء والعدس"، لكن جميع من ظهر في الفيديو من الأطفال أجمع أنه لا يحب الشوربة، الغذاء الوحيد المتوفر داخل المدينة.
يذكر بأن مدينة داريا غربي العاصمة دمشق، تعاني حصاراً شديداً منذ التاسع من تشرين الثاني لعام 2012م، ويعاني سكانها من سوء شديد في التغذية.
وتعتبر مدينة داريا خط مواجهة بين الثوار وقوات النظام التي لم تستطع اقتحامها، وخسرت ستة من قادتها في معاركها مع الثوار خلال السنوات الثلاث الماضية.