بلدي نيوز - (ليلى حامد)
ازدادت معاناة النازحين في إدلب، واستحوذت رحلة البحث عن منزل للإيجار بسعر متناسب مع مدخولهم الشهري على أحاديثهم اليومية.
ولا يكاد يمرّ يوم دون أن تسمع عبارة "ما في بيت للإيجار"؛ والسبب تزايد عدد الهاربين من الأرياف إثر الهجمة الشرسة التي شنها الروس ونظام الأسد على بلداتهم.
ويروي "أبو هاني"، مُهجّر من ريف حماة لبلدي نيوز، أنّ صاحب الشقة التي يسكنها في إدلب، وجه له إنذارا بالإخلاء، ومضى شهرٌ كامل دون أن يعثر على منزل جديد، ويعذر "أبو هاني" صاحب الشقة (المؤجر)، الذي يحاول بيعها قبل سفره إلى تركيا.
واعتبر "خلدون" وهو مهجر أخر من ريف إدلب، أنّ البحث عن "قبر" بات أهون من حلم العثور على غرفتين للعيش، متهما نظام الأسد والمجتمع الدولي بخلق هذه الحالة، ويقول؛ "من تهجير إلى آخر، والعالم يلتزم الصمت، عارٌ عليهم".
ويضيف؛ "لم يعد الحديث عن ارتفاع الإيجارات هو الأساسي، بل إننا نتحدث عن وجود منزل شاغر للسكن، في ظل ازدياد النازحين، بسبب الوضع الميداني" وختم "من المتوقع أن تنتهي الأزمة بعد الاستقرار كنتيجة للهدنة".
ويؤكد عددٌ من أصحاب المكاتب العقارية لبلدي نيوز، أن مدينة إدلب باتت ممتلئةً وتغص بالنازحين من الأرياف، وسعيد الحظ من يعثر على غرفة صغيرة.
بينما يؤكد "أبو محمد" من مهجري ريف دمشق أنّه تقاسم منزله مع أسرة عمه والد زوجته التي يعود أصلها إلى أريحا، مردفا؛ "حتى يستقر الحال ويرجعوا إلى دارهم".
يذكر أنّ المناطق المحررة تعرضت إلى حملة وصفت بأنها "الأعنف على الإطلاق" منذ نحو عام كامل، من طرف النظام والقوات الروسية، حيث استهدفت طائراتهم القرى والبلدات وتركز القصف على الريف الجنوبي، فضلا عن مناطق الاشتباك التي أفرغت من المدنيين باتجاه المناطق الأكثر استقرارا كإدلب المدينة، أو على الحدود السورية التركية.
وبحسب "أبو جمعة" صاحب أحد المكاتب العقارية؛ فإنّ عدد من يدخل إلى مكتبه بحثا عن منزلٍ فاق العشرات يوميا، واﻹجابة ذاتها؛ "سامحونا... للأسف ما في"، "وفي أحسن الحالات انتظر حتى يعود الهدوء وتستقر الأوضاع، فالبعض يحاول إيجاد منزل بإيجار أقل، نظرا لظروف الحياة المالية الصعبة"، حسب "أبو جمعة".
وتعد أزمة السكن في مدينة إدلب الأولى من نوعها، ولم تشهدها حتى بعد موجات التهجير من باقي المحافظات.
يشار إلى أنّ بعض التقارير تؤكد أن مدينة إدلب قادرة على استيعاب 165 ألف نسمة، في حين يسكنها اليوم ما يفوق الـ 400 ألف نسمة، وفق بعض الإحصائيات، وهذا الرقم يزيد عن ضعف طاقتها.
ويأمل المدنيون بعودة اﻻستقرار للرجوع إلى مناطقهم وأرزاقهم التي تركوها مجهولة المصير.