بلدي نيوز- (فراس عزالدين)
كشفت دراسة صادرة عن "المرصد الاستراتيجي" العلاقة بين تنظيم "داعش" ونظام الأسد، وبشكل خاص فيما يتعلق بصفقات النفط، وأوضحت الدراسة أنّ أزمة المحروقات التي تشهدها مناطق سيطرة النظام ترجع إلى إنهاء وجود "داعش" في المناطق الغنية بالنفط.
وبحسب الدراسة التي صدرت في 15 حزيران الجاري تحت عنوان "تأثير انهيار تنظيم داعش على أزمة المحروقات في سوريا"؛ يظهر أنّ انهيار التنظيم أدى لتوقف عمل الشبكات التي أسسها النظام لشراء ونقل النفط الخام من ريف دير الزور الشرقي، ما ساهم في خسارته أحد أهم موارد النفط.
كما تبين الدراسة أن سيطرة التحالف الدولي على منابع النفط بدير الزور، أفشلت مساعي نظام الأسد بإعادة مرور شحنات النفط إلى مناطق سيطرته غربي نهر الفرات بالاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وتكشف ذلك من خلال تعرض قوافل النفط إلى القصف لأكثر من مرة من قبل طائرات التحالف الدولي.
وتشير الدراسة إلى أنّ النظام أبرم صفقات مع التنظيم عبر وسطاء موثوقين من الجانبين، قضت بدفع ما يقارب 150 مليون ل.س شهرياً، مقابل وصول النفط إلى مصفاتي حمص وبانياس.
وفي منتصف العام 2014 عقد النظام و"داعش" صفقة في محافظة الرقة، تتضمن حماية الأخير لحقل "توينان" قرب مدينة "الطبقة"، وتأمين وصول المواد الخام إلى مصافي النظام على أن يتقاسمان الأرباح بنسبة 60% للنظام و40% للتنظيم.
وكشفت الدراسة أسماء ضباط النظام المشرفين على تلك الصفقات، وأكدت أن غالبيتهم حصلوا على ثروات طائلة جراء تشكيلهم شبكات غير شرعية، مثل "اللواء زهير الأسد، واللواء جميل يونس، واللواء رمضان رمضان، واللواء موفق الأسعد، واللواء محمد خضور، والعميد مازن الكنج) وغيرهم.
وفي السياق؛ تحدثت الدراسة بشيءٍ من التفصيل عن علاقة بعض رجال الأعمال المقربين من النظام، ومن خلال إنشاء شركات وهمية لاستيراد المشتقات النفطية من التنظيم، وفي مقدمتهم "رامي مخلوف، وجورج حسواني، والقاطرجي، وسامر الفوز".
هذا وتشير مصادر مطلعة لبلدي نيوز؛ رفضت الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، أنّ النظام لم يكن يعتمد كلياً على ما يصله من النفط عبر مناطق التنظيم، وإنما اعتمد على ما يستورده من العراق وإيران.
وتقول في هذا الصدد الأستاذة "رندة حديد" المعيدة في كلية الاقتصاد سابقاً: "أزمة المحروقات في مناطق النظام مركبة، يتداخل فيها السياسي بالعسكري، ولا يمكن إغفال أثر العقوبات على إيران، مع الإشارة إلى أنّ موسكو لديها مصلحة فيما يحدث للضغط باتجاه تقديم المزيد من التنازلات".