بلدي نيوز
قال تقرير جديد صادر عن معهد "الشرق الأوسط" للأبحاث، ومقره واشنطن، إن الميليشيات العسكرية التي شكلها النظام في طرطوس واللاذقية بهدف تأمين الأمن في تلك المناطق والعمل كقوة عسكرية بديلة عن الجيش المتهالك بدأت بتحدي سلطات النظام والتمرد عليه.
وبحسب التقرير، فإن هذه الميليشيات التي ترتبط مباشرة بعائلة الأسد، واكتسبت قوة كبيرة، ولعبت دوراً قوياً خلال سنوات الحرب إلا أن حالة التمرد التي تسيطر عليها من الممكن أن تنعكس بفوائد على روسيا على حساب النظام وإيران.
وتعرف اللاذقية، بحسب التقرير، بأنها جنة وموطئ المهربين، حيث تتقاطع فيها شبكات تهريب ممتدة من تركيا إلى سوريا واعتمد عليها حافظ الأسد في الستينيات بسبب الصلات العائلية والمذهبية، واستغلهم بشار عسكرياً حيث ضمهم لقوات الدفاع الوطني وكتيبة درع الساحل التي تحرس معقل النظام.
تنامي التهديد
وكان النظام حتى وقت قريب قادر على التحرك بسرعة والوقوف في وجه المليشيات المتمردة على سلطته، حيث فكك مليشيا صقور الصحراء في 2017، بعد أن واجه زعيم المليشيا موكبا رئاسيا تابعا لبشار في القرداحة، واعتبر الأمر إهانة لبشار، وعليه تم حل المليشيا وتهميش زعيمها أيمن الجابر على الرغم من اعتبار هذه المليشيا قوة نخبة ومفيدة في المهام الخاصة.
ويبدو أن ميزان القوى بدأ يتغير بالإشارة إلى الزيادة الملحوظة في معدل الجرائم المبلغ عنها في اللاذقية والتي ترتكبها هذه المليشيات حيث تزداد عمليات الاختطاف للحصول على فدية وسرقة السيارات هناك.
وفي آذار الماضي، حاول النظام عبر الحرس الجمهوري وبدعم روسي اعتقال طلال الأسد، ابن عم بشار وقائد مليشيا الدفاع الوطني، وعلى الرغم من أن سبب الاعتقال ما يزال غامضاً، إلا أن أحد الأسباب يتعلق برفضه الحضور لدمشق لتحقيق معه بقضية تهريب للمخدرات.
وهرب طلال إلى القرداحة بعد ما واجهه الحرس الجمهوري، وطرد الأفراد المدنيين والعسكريين المرتبطين بالنظام بل وأطلق حتى صواريخ تحذيرية على اللاذقية، ومع ذلك، يحافظ على المليشيا التي يترأسها على الرغم من كل هذه التصرفات في تحدي واضح لسلطة النظام.
وأضاف التقرير، "تدخلت روسيا عبر نشر شرطة عسكرية في منطقة اللاذقية وهذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها روسيا بنشر قوات الشرطة العسكرية في منطقة لم تكن سابقاً تحت سيطرة الثوار".
وينظر المدنيون في طرطوس واللاذقية إلى الشرطة العسكرية الروسية كضامن أمني حيادي أكثر من قوات النظام والقوات الإيرانية، وتعني هذه الخطوة أن النظام فقد السيطرة على معاقله على حساب روسيا التي تتولى المهمة الأساسية للدولة، وهذا يعني أن روسيا وحدها وليست إيران هي القادرة على توفير الأمن بشكل حقيقي.
مكاسب روسية
ولا يعتبر التدخل الروسي في الساحل، تدخلاً مدفوعاً بالنوايا الحسنة، لنشر الأمن هناك، إذ تخشى روسيا على استثماراتها الكبيرة في قاعدة حميميم الجوية وعلى قاعدتها البحرية في طرطوس.
وتمثل المليشيات في الساحل، تهديداً للمصالح الروسية، خصوصاً أن أعضاء المليشيات هذه موالون لإيران أكثر من روسيا.
وفوق كل ذلك، أعلنت روسيا عزمها توسيع قاعدة طرطوس البحرية، بموجب صفقة طويلة الأمد مع النظام، وتعتبر هذه القاعدة منفذ روسيا الوحيد على المياه الدافئة وبالطبع لن تسمح لمليشيات الساحل بتهديد أمن هذه القاعدة أو تهديد أمن حميميم التي تحتوي على منظومة إس-400 المتطورة.
انعدام القانون في المناطق التي تعد معاقل النظام يعني أنه غير قادر أو غير راغب على التحرك ضدها ولذلك دعا روسيا للمساعدة واغتنمت روسيا هذه الفرصة لاستعادة الأمن وتعقب طلال بدلاً من تصاعد حالة عدم الاستقرار التي تمهد للإطاحة ببشار.
المصدر : أورينت نت