بلدي نيوز- (فراس عزالدين)
نسف موت "حافظ الأسد" ما ترسخ عبر ثلاثة عقودٍ من إمساكه بالسلطة مفهوم الأبدية، ورغم الانتقال السلس وتوريث نجله "بشار" إلا أنّ الشارع هتف بعد ١١سنة من حكم الأخير، "ما في للأبد".
ويعتقد المحلل "سمير سعيفان" في إحدى مقالاته؛ أنّ الأسد تمكن من الحفاظ على السلطة عبر سلسلة من القواعد الذهبية، ﻻ سيما حين تقرب من رجال الأعمال الذين كتبوا شعارهم الأشهر "طلبنا من الله المدد فجاءنا حافظ أسد"، وتقديمه وعوداً بإقامة برلمان وتحالف للأحزاب السياسية.
وحسب العميد المنشق "وليد الشيخ"؛ تمكن الأسد من السيطرة على المؤسسة العسكرية، حتى باتت طوع يده، ما ألغى عملياً الصراع بداخلها وفكرة الانقلابات التي استحوذت على قياداتها، إبان خروج الاستعمار الفرنسي.
مملكة الخوف
وقال الناشط الحقوقي "ملهم الشعراني"؛ إن العديد من الدراسات والتقارير تشير إلى أنّ حافظ الأسد أحاط نفسه ببنية أمنية وهالة من الرعب داخل معظم مفاصل الدولة، فضلاً عن المجتمع.
وأضاف، "دون مبالغة يمكن أن ترصد عدد الأفرع الأمنية وتخصصاتها في سوريا، لترى تفوق عددها على الجامعات ومراكز العلم والتنوير، وهذا وحده كافٍ لنفهم المقصد منها في بناء مملكة الخوف".
وانتشرت أثناء حكم حافظ الأسد مقولة شعبية يجمع الشارع أنها ماثلة أمامهم كل لحظة، تقول؛ "للجدران آذان".
القسوة المفرطة
تأليه الأسد
يعتبر الناشط "براء الشامي"، أنّ حافظ الأسد خلق حول نفسه هالةً حين جمع معظم السلطات بيده، فهو القائد العام للجيش والقوات المسلحة، والأب والمؤمن والمناضل، والرمز، والأمين العام للحزب، والقاضي الأول، وراعي الرياضة، والشبيبة والطليعة، وأضاف، "99 لقباً حظي بها في حياته، إشارةٌ كافية لفهم الرسالة".
شراء الولاءات
قالت الأستاذة بكلية الاقتصاد سابقاً "رندة المعيدة": "مارس الأسد نوعاً من الضغوط على بعض طبقات المجتمع الاقتصادية والدينية والعشائرية، وخلق حالة من الشراكة، ربطت مصيرهم بمصيره، عبر تغول ضباط المخابرات في أعمال تجارية تحت غطاء بعض الفاسدين".
وأضافت، "استطاع الأسد شراء الذمم من بعض التجار بإغرائهم بقوة الجاه والسلطة في حال ارتباطهم به، وعلى اعتبار أنّ الناس عبيد مصالحهم، ومن يأكل من طبق السلطان يضرب بسيفه، كسب الجولة".
وأشارت إلى أنّ شكل الحياة الاقتصادية في سوريا اتسم طيلة تلك الفترة بالفساد وانتشار الرشى، رغم محاباة الأسد للفئات الفقيرة عبر سياسات ظاهرها خدمي اقتصادي، إلا أن الشواهد تؤكد أنّ الفساد بدا كأداةٍ لكسب الولاء.
في سطور
ولد حافظ الأسد في ٦ أكتوبر ١٩٣٠ في مدينة القرداحة بمحافظة اللاذقية، لأسرة فقيرة من الطائفة العلوية، وأتم تعليمه الأساسي في مدرسة قريته، وفي اللاذقية أتم تعليمه الثانوي، انضم لحزب البعث العربي الاشتراكي عام ١٩٤٦، والتحق بالأكاديمية العسكرية في ١٩٥٢، ثم بالكلية الجوية ليتخرج فيها برتبة ملازم طيار في ١٩٥٥.