بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
تجهد نسوة إدلب يومياً في البحث عن تركيبةٍ غذائيةٍ دسمة وبأسعارٍ متوافقة وظروف أزواجهن، وترى معظمهن أنّ البدائل متاحة، ويرجع السبب إلى غنى المائدة السورية وبساطتها، على حدٍّ سواء، بحسب تعبيرهن.
خضروات مقلية
تقدم "أم خالد" لأبنائها المقالي على مائدة رمضان، مستفيدة من تنوع الخضروات في هذا الفصل، وانخفاض أسعار بعضها.
وتؤكد "أم خالد" أنّ الخضروات ثروة في هذه الأيام، معتبرةً أنّ وجبة المقالي، محببة بشكلٍ عام، مع بعض العصائر الطازجة.
وأردفت؛ "الكوسا والباذنجان والبطاطا تلك ثلاث وجباتٍ ما علينا إلا قليها بالزيت، وأكلها باردةً أيضاً، وإلى جانبها صحنٌ لسلطة الخضراوات".
بابا غنوج
تتفنن ربات البيوت في تطويع الثلاثي "الكوسا والباذنجان والبطاطا" على سبيل المثال في وجباتهن الرمضانية.
فتلجأ بعضهن إلى الاستفادة من هذه المكونات للتنويع في طهيها، فليست المقالي حاضرةً وحدها على المائدة، بل تتربع أيضاً أكلاتٌ باردة، مثل "المتبل باللبن، بابا غنوج"، التي كانت تعد مقبلاتٍ قبل الحرب.
الأسعار تلعب دورها
ترى شريحة واسعة من المهجرين في إدلب أنّ تقلبات الأسعار هي التي تفرض نوعية الغذاء المقدم على المائدة، والتوفيق بين الإمكانيات المالية، وبعض التقاليد والعادات الغذائية القديمة والبسيطة يشترك في تحقيق نوعٍ من التوازن هذه الأيام.
وتتوافق الأسعار في المحرر خلال الأيام القليلة الماضية بالنسبة لمثل تلك الأصناف، مع إمكانيات بعض العائلات المحلية أو المهجرة على حدٍّ سواء.
ويؤكد "أحمد" أحد بائعي الخضروات في سوق إدلب أنّ؛ "الناس هذه الأيام تلجأ إلى الأكلات الباردة كسلطة الخضار، التي تعتمد على البندورة والخس والخيار".
واعتبر أنّ أسعارها مقبولة نوعاً ما، فقد وصل سعر الكيلو الواحد من الخيار إلى 75 ل.س بحسب جودته التي قد تصل به إلى 50 ل.س، بعد أن تجاوز عتبة 300 ل.س في الفترة الماضية.
فيما يتراوح سعر الخس ما بين 100 إلى 200 ل.س للخسة الواحدة، بينما انخفض سعر كيلو غرام البندورة 200 ل.س بعد أن حلقت إلى 500 ل.س.
أمّا البطاطا فقد انخفض سعرها هي الأخرى إلى 175 ل.س بعد أن طرقت عتبة 450 ل.س أو 350 حسب مصدرها فالأولى سورية والثانية مصرية.
واقع الباذنجان ﻻ يختلف بدوره بعد أن وصل سعره مؤخراً إلى 300 ل.س، حيث كان سعره وصل إلى 700 ل.س.
ويعزو محللون اقتصاديون هذا الانخفاض في الأسعار إلى الحملة العسكرية التي شنتها قوات الأسد مؤخراً على ريف إدلب الجنوبي وحماة؛ فخشية المزارعين من فقدان محصولهم في حال تقدمت قوات النظام دفعت إلى البيع بأسعارٍ منخفضة؛ الأمر الذي انعكس على الأسعار في السوق.
تتكيف العائلات السورية في إدلب مع الواقع، وعلى الرغم من قسوة الحياة إلا أنّ تربع المقالي على عرش مائدة الإفطار الرمضانية، اعتبره كثيرون مفتاحاً لنافذة أمل.