بلدي نيوز
صدر تقرير عن معهد "أتلانتيك كاونسل" (المجلس الأطلسي) أكبر معاهد الأبحاث في العاصمة الأمريكية واشنطن، يحذر من خطر زوجات وأرامل عناصر "داعش" المحتجزات مع أطفالهن في معسكرات داخل سوريا والعراق، أو غادرت أعداد منهن إلى دولهن في الشرق الأوسط، وأوروبا، والولايات المتحدة.
وجاء في تقرير المعهد؛ "كانت العلاقة بين داعش وأعضائه من الإناث دائماً معقدة من ناحية، فرضت الجماعة المتطرفة قيوداً صارمة على لباس المرأة، وعلى قدرتها على الظهور في الأماكن العامة، ومن ناحية أخرى جندت كثيراً من النساء ودربتهن على القيام بمهام مختلفة، لكنهن لا يردن العودة إلى ديارهن".
وأشار التقرير إلى أن الذين انضموا إلى "داعش" من الأجانب، يتجنبون العودة إلى بلدانهم الأصلية، مدركين تماماً أنه يمكن إلقاء القبض عليهم، لكن النساء يتواصلن مباشرة مع بلدانهن الأصلية، ويقاتلن من أجل إعادة تأكيد جنسيتهن حتى يتمكّنّ من ترك ظروفهن غير القابلة للحياة إطلاقاً".
وأضاف التقرير، أن الأساس المنطقي للذكور للانضمام إلى "داعش" أكثر وضوحاً، حيث سعى كثير منهم إلى القتال في قضية يرونها صالحة إلى جانب إخوانهم، ولكن بالنسبة للأعضاء الإناث، لم تجد أكثرهن هذا الخيار، لأن إيديولوجية "داعش" فرضت قواعد جنسية تقليدية ونمطية على النساء".
وأضاف التقرير: "رغم ذلك، كلف الداعشيون النساء بأدوار معينة، وأسهمت بعضهن في أدوار رئيسية في تأسيس "داعش"، وفي أدوار تعليمية، وطبية، وتجنيدية مهمة، ونفذت نساء عمليات إرهابية خطط لها داعشيون".
وذكر التقرير أن رجال "داعش" غسلوا عقول النساء بما سموه "جهاد التمكين"، وهي فكرة أن القتال يستند إلى خطة أكبر لإقامة "داعش" ذات سلطة مركزية لكن، بعد فقدان التنظيم، غيّر رجال "داعش" استراتيجيتهم إلى ما سموه "جهاد التحدي"، يعني هذا "مضايقة الأعداء وإسقاطهم، مع اكتساب مجندين ومجندات جدد في هذه العملية".
من هنا يرى التقرير أن "جهاد التحدي سينتقل إلى الدول التي جاءت منها الداعشيات، عندما يعدن، أو إذا عدن، وأن المسؤولين عن الأمن في الدول التي تعود إليها الداعشيات يواجهون هذا التحدي الخاص بهم، المتمثل في كيفية معالجة ومتابعة "الداعشيات العائدات" في البداية".
ويضيف، "أطلق سراح بعض النساء للعودة إلى مجتمعاتهن، اعتقاداً بأنهن لن يقمن بعمليات إرهابية، لكن أدى هذا إلى رد فعل عنيف لأن هؤلاء النساء لم يمررن بأي نوع من أنواع إعادة التأهيل، لهذا، صرن يمثلن خطراً غير معروف على مجتمعاتهم، ولهذا، تقلق الحكومات الغربية من إمكانية عودة هؤلاء النساء إلى صفوف "داعش"، وفي نهاية المطاف يفتح هذا الباب أمام عمليات إرهابية جديدة في أوروبا والولايات المتحدة".
المصدر: الشرق الأوسط