بلدي نيوز - (شحود جدوع)
أعلن كل من "علي حسون" رئيس تحرير جريدة "الأيام" الموالية، والمراسل الحربي لدى ميليشيات النظام "ياسر العمر"، يوم أمس السبت، اعتزالهما "العمل الإعلامي" تضامناً مع ما حدث مع مراسل النظام الحربي رئيف سلامة والذي اعتقل لمدة ٢٨ يوماً في دمشق.
وقال "علي حسون" في منشور له على فيسبوك، "رئيف سلامة مراسل حربي منذ ٧ سنوات، وتقديراً لجهوده أكرموه بأن اتهموه "بوهن نفسية وزير الصحة والمساس في هيبة الدولة، من خلال منشور على صفحة ينفي أية علاقة لها بها".
وأضاف؛ "شحطوه للشب على فرع الأمن الجنائي لمدة ٢٣ يوماً وبعدها أمضى سبعة أيام في سجن عدرا؛ ووضعه الصحي والنفسي حالياً بغاية السوء".
وأردف "حسون"؛ إنه قبل رئيف، كثر تعرضوا لنفس الموقف وهنالك المزيد ممن ينتظر، متنذراً من عمليات الاعتقال الأخيرة بعبارة "شو بدكم أكثر من هيك شفافية بالتعامل مع الصحفيين والمراسلين العاملين في هذا الحقل؟ وهالنوع من الشفافية اللي بتخليك ما تعرف حالك وين رايح ولا أيمتا بتطلع ولا بأي هيئة تطلع فيه!".
ثم أفصح "حسون" عما في داخله وعن قراره النهائي، بالقول: "أنا شخصياً بتُّ مقتنعاً بأن العمل في هذه المهنة المسماة "إعلام" أصبح ضرباً من الجنون، وبناء عليه اتخذت وأنا بكامل جبني وخوفي قراراً حاسماً بهجر مهنتي التي أحب إلى أجلٍ غير مسمى، وأبحث حالياً عن عمل يطعمني خبزاً بدون أية مخاطرة.. لأنو أساساً ما في شي بيستاهل المخاطرة، واستروا ما شفتوا منا".
وتضامن مع منشور "حسون" المراسل الحربي لدى النظام "ياسر العمر"، وأعلن على صفحته في الفيسبوك اعتزاله العمل "الإعلامي" بشكل نهائي مكتفياً بنشر ما يصدر عما أسماه البيانات الحكومية.
ونشر "العمر" منشوراً مطولاً تكلم فيه عن المعاناة والضغوط التي يتعرض لها العاملين في السلك الإعلامي عند نظام الأسد تحت تهم (هيبة الدولة وشق الصف) وما يتبعها من سجن وتحقيق ومساءلة قانونية، كما أفرد مساحة واسعة من منشوره عن معاناته الشخصية، وتعرضه للاعتقال والسجن ثلاث مرات في الأفرع الأمنية والجنائية بحمص ودمشق، وتبليغه لحضور أربع محاكم في حقه بتهم النيل من هيبة الدولة وشق الصف والنيل من الحرية الشخصية ووصولاً للاشتباه الأمني (أي العمالة).
كل هذه الحقائق التي رأت النور أخيراً على لسان أصحابها، وغيرها الكثير خلف الكواليس يمنعها الرعب في دولة الأسد عن الظهور، تكرس القناعة التي لطالما ذكرها الإعلام المعارض أن نظام الأسد كان ولا يزال منذ النشأة لا يعتبر الإعلام سلطة إنما هي مطية وأداة للتطبيل والتزمير، ومستعد لعقاب أكثر المشبحين له ما أن يخرج خارج خطة التوجيه السياسي لإعلامه.
وأكثر ما قيل صدقاً في هذا الصدد ما تلاه عضو مجلس شعب النظام (محمد قبنض) أمام حشد المصفقين في المجلس بأن غاية الإعلام وجوهره هو التطبيل والتزمير لما أسماه انتصارات جيش وحلفاء نظامه وميليشاتهم ومرتزقتهم على الشعب السوري.
وكانت الأفرع الأمنية اعتقلت منذ فترة تقارب الستة أشهر أبرز الإعلاميين الموالين لها ومدير صفحة دمشق الآن "وسام الطير" لنفس التهم السابقة ولازال معتقلاً حتى اليوم دونما معرفة مكان اعتقاله، بالإضافة إلى التضييق على فريقه ووضع صفحاتهم تحت رقابة الجيش الإلكتروني، بالإضافة إلى اعتقال وابتزاز العديد من المراسلين الحربيين والصحفيين وإجبارهم على الهجرة خارج البلاد وأبرزهم المراسل الحربي لميليشيا صقور الصحراء إياد الحسين الذي يقيم في مصر منذ ما يقارب ثلاث سنوات.