بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
دعا شباب سوريون عبر مواقع التواصل اﻻجتماعي ومنشورات ورقية إلى حملة إنسانية حملت عنوان "معلش سامحهم هالشهر"، والتي تهدف إلى تنازل المؤجِر عن قيمة إيجار شهر لصالح المستأجر في رمضان.
وتعتبر هذه الحملة اﻷولى من نوعها سواءً بعد أو قبل الحراك الثوري؛ اﻷمر الذي أعطاها رواجاً وصدىً في ظل الظروف المعيشية التي تشهدها عموم سوريا، وتحديداً داخل مناطق سيطرة اﻷسد.
الحملة التي ﻻقت تجاوباً، حملت رسالةً واضحةً تجلت من خلال شعارها "لن تكسرك"، في إشارةٍ صريحة أنّ قيمة إيجار شهر واحد لن تؤدي إلى خسارة صاحب العقار.
صبري، وخالد قررا المشاركة في الحملة وهم من سكان مدينة دمشق، مؤكدين أنّ ثمة تجاوب من بعض معارفهم في حي جرمانا، ودويلعة، شرقي العاصمة، وتختلف المنطقتان من حيث تفاوت البنية السكانية ومستوى الشريحة التي تقطنها من الناحية المادية.
ويعتقد بعض من استلطعت بلدي نيوز رأيهم في الحملة وفضلوا عدم ذكر أسمائهم أنّ المضمون اﻹنساني مهم، ومن شأنه إعادة اﻷلفة بين السوريين، مستبعدين أن يكون نظام اﻷسد خلفها، لكنهم في الوقت ذاته أكدوا أنّ التجاوب حتى اللحظة من طرف عوام الناس وليس من الأثرياء.
وعلى الطرف اﻵخر، أعرب البعض عن أهمية مثل تلك الدعوات لكنهم أيضاً عللوا عدم مشاركتهم فيها ﻷسباب يعتقدون أنهم متساوون فيها مع المستأجر من حيث ارتفاع اﻷسعار وصعوبة المعيشة.
سوسن موظفة في إحدى الدوائر الرسمية، أكدت لبلدي نيوز؛ أنها كغيرها غير قادرة على التجاوب مع الحملة، إذ تعتبر اﻹيراد الذي يأتيها من إيجار منزلها في حي دمر، سنداً لها في ظل الظروف المعيشية، ﻻسيما أنها وحيدة دون معيل بعد أن فقدت أسرتها في قصف النظام على الغوطة الشرقية.
ويضيف محمد من دمشق؛ "غاية الحملة إنسانية، لكن بالمجمل الناس لن تنهي معاناتهم إجرة شهر واحد، المطلوب في عموم سورية أكثر من حملة تخفيف إيجار تحمل بعداً إنسانياً يخفي أطماعا سياسية يستحيل أﻻ يفكر النظام باستخدامها كورقة لصالحه".
وأردف؛ "لماذا ﻻ يعود أهل كل منطقة إلى منطقتهم، داريا كمثال".
وتتراوح بدلات اﻹيجار في مدينة دمشق بين الـ 25 ألف ل.س إلى 200 ألف ل.س باختلاف المنطقة والمنزل أو كما يقال في لهجة العوام "حسب كسوة البيت"، إضافة إلى ما يدفعه المستأجر تحت بند التأمين ويصل إلى حدود 100 ألف ل.س في معظم اﻷحيان، تدفع للمؤجر.
بالمقابل تبلغ رواتب بعض الموظفين في الدوائر الرسمية التابعة للأسد، مبالغ زهيدة كما يصفها البعض، حيث تصل في معظم الحالات إلى 30 ألف ل.س، وهو ما يزيد عن قيمة إيجار منزل في منطقة شعبية بحدود خمسة آﻻف ليرة سورية، ﻻ تكفي قوت يومين.
رغم أن الحملة إنسانية في طياتها لكنها بحسب مراقبين تفتح الباب على واقع معاناة أفراد الشعب السوري الذين فقدوا بيوتهم بفعل آلة الحرب التي فرضها نظام اﻷسد فدمرت الحجر وقتلت البشر.