بلدي نيوز – دمشق (مرح الشامي)
عاد نظام الأسد مجدداً لاستخدام سلاح الموت جوعاً بحق مدني حي برزة الدمشقي شمال شرق العاصمة، بالرغم من قرار الأمم المتحدة رقم 2254 الذي يقضي بإدخال المساعدات الغذائية للمناطق المحاصرة، وبالتزامن مع محادثات جنيف بين وفد المعارضة السورية ونظام الأسد.
وأغلقت الحواجز التابعة لنظام الأسد جميع الطرق المؤدية لحي برزة، واعتقلت النساء والأطفال والرجال في مسجد الخنساء الواقع في مدخل الحي.
وبرر نظام الأسد تصرفاته الأخيرة مع مدنيي الحي، بأن ثوار برزة المسيطرين على الحي بالكامل، قد اختطفوا ٦ ضباط و17 عنصراً من قوات الأسد بالقرب من الحي.
من جانبها، قالت مصادر محلية لبلدي نيوز أن المختطفين هم عناصر من الفرع ٢١١ بدمشق، تم أسرهم بالقرب من حي برزة، وذلك رداً على اعتقال الحرائر على مداخل الحي وتعرضهن للإهانة المستمرة من قبل العناصر، إضافة للتعامل الوحشي مع كبار السن والأطفال على حد سواء، كما أن هؤلاء العناصر متهمين بجرائم قتل متعمد وخطف واغتصاب بحق أهالي برزة.
نظام الأسد من جانبه، طرح على ثوار المدينة رفع علم النظام مقابل فتح الطريق وعودة الوضع إلى ما كان عليه، ما رفضه الثوار جملة وتفصيلا.
تخوف الأهالي
ويسكن حي برزة، أكثر من 150 ألف مدني، من ضمنهم نازحي الغوطة الشرقية والتل وحمص.
ويتخوف الأهالي من حدوث مجاعة في الحي على غرار ما حدث في مضايا مؤخراً، وذلك بعد ما يقارب الخمسة عشر يوماً من الحصار العلني الكامل، وقبلها سنتين من الحصار الجزئي.
وقال مراسل بلدي نيوز فادي الصيرفي "كانت الطرقات قبل الحصار الحالي تفتح لدخول وخروج الموظفين والطلبة، مع المنع البات لإدخال المواد الغذائية".
و تابع الصيرفي "مصير المواد الغذائية التي كان الناس يحاولون إدخالها الإتلاف مباشرة أمام عيون المساكين الذين يحاولن إدخالها، وأحياناً كانت تتم عمليات اعتقال لمن يحمل مبلغاً كبيراً من المال".
منع نظام الأسد خلال السنتين الماضيتين، سيارات الخضار والمواد الغذائية والطبية من الدخول إلى الحي، بحسب ما قاله الصيرفي.
أهمية برزة
يسعى نظام الأسد لتأمين حدود عاصمته، بما يضمن له البقاء، وحي برزة الدمشقي أحد بوابات دمشق التي يجهد جيش الأسد في السيطرة على مداخله.
قرب الحي من مشفى تشرين العسكري، ومن البحوث العلمية، والإنشاءات العسكرية، إضافةً للفرع 221، وفرع الشرطة العسكرية، وقربه من حي عش الورور الحاضنة الشعبية لجيش الأسد على اطراف العاصمة دمشق، أكسب حي برزة أهمية استراتيجية.
وشهد الحي عشرة أشهر من الاشتباكات الطاحنة بين الثوار وقوات الأسد، اواخر 2013.
وأشار "رئيس المجلي المحلي لحي برزة" خير الدين شاهين، إلى أن لجنة المصالحة المؤلفة من عدد من وجهاء الحي توصلت إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع قوات النظام مطلع عام 2014، ومن بنود الاتفاق إطلاق سراح المعتقلين وفتح الطرقات، مقابل تعهد فصائل الثوار في الحي بعدم مهاجمة قوات الأسد وميليشياته التشبيحية في المنطقة.
وأوضح شاهين لبلدي نيوز أن النظام، خسر في معاركه مع ثوار برزة، ما يقارب 1300 عنصر، إضافةً عن عدة آليات دمرها الثوار في المنطقة.