بلدي نيوز – (عمران الدمشقي)
علق ناشطون من مدينة دوما على إعادة إحياء ملف كيماوي النظام، بعد عقد مجلس الأمن، أمس الأربعاء، جلسة مشاورات مغلقة ناقش فيها تقرير لجنة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة "حظر الأسلحة الكيماوية" في مدينة دوما.
وتحدث الناشط السياسي، عبد الملك عبود، لبلدي نيوز حول الاجتماع وتوقيته، وقال "إنَّ تفاعل المجتمع الدولي مع ملف استهداف كيماوي دوما في الغوطة الشرقية، لا يعتبر مبادرة مباشرة منهم ويعود الفضل بذلك للسوريين الذين خاطروا بحياتهم وحملوا أدلة من أرض الجريمة وأوصلوها إلى لجان التحقيق الدولية، وأيضاً وصول عشرات الشهادات من نشطاء إعلاميين وأشخاص يعملون بالمجال الطبي والإسعافي الذين كان لهم الدور الأبرز في انتشال الجثث من مكان الاستهداف في مدينة دوما".
وأضاف الناشط عبود، وهو من الشهود على قصف الكيماوي الذي استهدف دوما، "أن هدف أمريكا والدول الأوربية من تحريك ملف الكيماوي هو الضغط على النظام وخنقه اقتصادياً لكي يخلطوا الأوراق من جديد ولكن من داخل صفوف المؤيدين له وبذلك يتم إحراج النظام وحليفه الروسي الذي لن يستطيع تقديم أي مساعدة اقتصادية للأسد".
وفي سياق متصل، قال الناشط المدني من مدينة دوما المهندس "نزار الصمادي" لبلدي نيوز "المجتمع الدولي لم يتفاعل مع الموضوع بشكل جدي وإيجابي، وعلى العكس نحن نرى أن الجلسة الأخيرة تسخيف للجريمة وذلك بعد أن صدر قرار على أن المستخدم "غاز الكلور"، ولم يحدد التقرير من الفاعل، وكان يجب أن يحدد التقرير أن نظام الأسد هو من فعل ذلك وهو من خرق جميع القرارات الدولية بما فيها مجلس الأمن".
ويرى الناشط "الصمادي"، وهو رئيس اللجنة المدنية في مدينة دوما، "أن هذه الجلسة للإعلام بالدرجة الأولى، ولو كانوا يريدون فعل أي شيء جدي حيال الموضوع كانوا قد جرموه وحاكموه وأصدروا قراراً بمجلس الأمن لإسقاط النظام".
بدوره، قال إعلامي الدفاع المدني "منصور أبو الخير": "في 7 نيسان من عام 2018 استهدف النظام مدينة دوما ببراميل محملة بغاز السارين المخفف، نتج عنها استشهاد 43 مدنيا بينهم نساء وأطفال، وتوجهنا كفرق دفاع مدني إلى منطقة الاستهداف، و ذهلنا من كثرة الإصابات ولم نتمكن من إحصاء عدد الإصابات ولكنها تجاوزت 600 إصابة".
وأضاف؛" حينها كان النظام يستهدف المدينة بجميع أنواع الأسلحة ضمن حملة ممنهجة من قبل قواته وبدعم جوي روسي بهدف السيطرة على آخر معاقل فصائل الجيش السوري الحر في الغوطة الشرقية وكان المتضرر الأكبر هم المدنيون".
يذكر أن قوات الأسد وميليشياته وبدعم من الطائرات الروسية، شنت هجوماً عسكرياً عنيفاً على مدن وبلدات الغوطة الشرقية قبل عام بحملة استمرت قرابة شهرين، أسفرت عن سيطرتها على المنطقة بعد تدميرها وارتكاب عشرات المجازر راح ضحيتها 1600 شهيد بينهم أطفال ونساء، وتهجير أهلها نحو الشمال السوري ومراكز الإيواء،
واختتمت الحملة بمجزرة الكيماوي في مدينة دوما، حيث استهدفتها طائرات الأسد بصواريخ تحمل مواد كيميائية أسفرت عن استشهاد العشرات وإصابة مئات آخرين.