بلدي نيوز – (مرح الشامي)
تدخل الثورة السورية عامها السادس، ولا زالت مستمرة رغم المصائب التي حلت بها بسبب تقاطع مصالح دول كثيرة حاولت استغلالها والوقوف إلى جانب الأسد في حربه ضد السوريين، ورغم ذلك أثبت السوريون أنها ثورتهم لن تموت.
ورغم جرائم النظام وحلفائه، يحيي السوريون اليوم الذكرى الخامسة لاندلاع الثورة السورية، وخرجوا بمظاهرات عمت المدن السورية المحررة، هتفوا خلالها للحرية والكرامة، وطالبوا بإسقاط النظام المجرم ومحاسبة رموزه.
وتتزامن الذكرى الخامسة للثورة مع إعلان موسكو بدء تنفيذ قرارها المفاجئ بسحب القسم الأكبر من قواتها من سوريا، مع الإبقاء على وجود جوي "لمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار" في قاعدة حميميم بطرطوس.
وتتوافق هذه الانسحابات المفاجئة مع اجتماع تقرر انعقاده اليوم في أنقرة لكبار قادة الفصائل السورية المسلحة، بهدف تشكيل فصيل عسكري موحد في كافة المناطق المحررة، كما تتزامن مع محادثات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة، بغية الوصول لحل سياسي في سوريا.
ذكرى دموية
"معاذ الشامي" أحد الناشطين الإعلاميين في ريف دمشق، قال لبلدي نيوز "بعد خمسة أعوام من الآلام والجراح ها هو الشعب السوري اليوم يثبت للعالم معنى الصمود ويسطر تاريخاً من البطولات في وجه العالم المتخاذل إزاء ثورته".
وأضاف "صدحت على الأرض السورية حناجر الأحرار بكلمة الحق المكتومة منذ سنين, اليوم الذي انفجر فيه بركان الثائرين في وجه الظالمين المستبدين، وها نحن اليوم نخرج بمظاهرات نجدد فيها مطالبنا بإسقاط النظام ومحاسبة رموز إجرامه".
أمنيات
بدوره، قال الناشط الميداني في ريف حماة إياد أبو الجود لبلدي نيوز "أتمنى النصر للثورة السورية والوصول بسوريا إلى دولة المؤسسات والحداثة والكرامة".
أما عاطف العثمان، فقال لبلدي نيوز "أتمنى توحيد الصف وتظافر الجهود للخلاص من الطاغوت الاكبر وترسيخ مبادئ العدالة والحرية في بلدي".
من جانبه، قال أحمد الجربان، مدير شبكة المعرة الآن لبلدي نيوز "في مثل هذا اليوم منذ خمسة سنوات حطم السوريون جدار الصمت والخوف بوجه الطاغية بشار الأسد ونظامه الديكتاتوري، فكانت الثورة السورية شعلةً تنير درب الشعب الذي صمت مجبراً على جرائم هذا النظام أربعين عاماً".
الحرية مراد الثورة
رغم المجازر التي حصلت بحق السوريين بكافة أنواع السلاح بما فيها الكيماوي، والهجمات الشرسة التي قادها الطيران الروسي منذ بدء قصفه على المناطق المحررة، إضافة لتدمير المساجد والمدارس والمرافق الخدمية الأخرى، لكن الثورة مستمرة بجهود أبنائها.
وعن ذلك، أكّد الناشط الإعلامي في ريف حمص أحمد الخالد أنهم مستمرون بالثورة، خصوصاً مع عودة الحراك السلمي للشارع، ولن يتخلوا عن أهداف الثورة في نيل الشعب حريته واسقاط نظام الأسد بكافة رموزه، وأردف قائلاً "إن لم نستطيع العيش أحراراً فمن المؤكد أننا سنموت أحرار".
وفي هذا السياق، يشير الناشط أبو سفيان في ريف حمص "أنهم مدركون خطورة المرحلة الراهنة من تدخلات خارجية، والكلام عن تقسيم سوريا في طاولة المحادثات السياسية"، مؤكداً أنهم كـإعلاميين، متمسكين بوحدة الارض السورية والتركيز على هذا الموضوع من خلال مداخلاتهم والاهتمام بالموضوع من الناحية الإعلامية".
فيما قال الصحفي أحمد أبو الحسن لبلدي نيوز "لم نكن بحاجة لكل هذا الموت، كنا بحاجة لأفق، ثورة خرجنا بها مطالبين بالحرية والكرامة وقدمنا فيها الكثير، وكان وقود شرارتها شهداءنا، واستمرت رغم القمع العنيف، وكان الشعب يزيد إصراره بالاستمرار بعد كل مجزرة، واليوم نعيدها ونقول للعالم الشعب يريد إسقاط النظام".