ماذا قدّم تنظيم "الدولة" للسوريين؟ - It's Over 9000!

ماذا قدّم تنظيم "الدولة" للسوريين؟

بلدي نيوز - الرقة (محمد أنس)
تهاوت الأسلاك الحدودية والسواتر الترابية بين العراق وسوريا تحت جنازير الجرافات والآليات الثقيلة في أحد أيام يونيو/حزيران من عام 2014، في تلك اللحظة بدأت تتجسد فكرة "الخلافة" على الأرض، وأعلن صاحب "البيعة"، أبو بكر البغدادي  أنه أصبح "خليفة" للمسلمين، كافة المسلمين، من منبر أحد مساجد الموصل، مدينة التعايش بين المسلمين والمسيحيين، وبجوارهما أتباع معتقدات ومذاهب مختلفة.
تطورت حلبة الصراع في سورية، وكثرت الأيدي المتلاعبة في الأوضاع السورية، فبات كل من يرغب بتطبيق فكره أو مشروعه يأتي إلى سورية إما مستغلاً تسهيلات النظام السوري كالميليشيات الشيعية، أو ممن يحملون الأفكار السلفية الجهادية الذين يتسارعوا للظهور في أي منطقة تنتشر فيها الفوضى.
بدأ تسميته "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وهو تنظيم مسلَّح يتبع الأفكار السلفية الجهادية بالإضافة لأفكار ورُؤى الخوارج بحسب ما أصدره العديد من العلماء العرب، ويهدف أعضاؤه -حسب اعتقادهم- إلى إعادة "الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة"، ويتواجد أفراده وينتشر نفوذه بشكل رئيسي في العراق وسوريا مع أنباء بوجوده في مناطق دول أخرى هي جنوب اليمن وليبيا وسيناء وأزواد والصومال وشمال شرق نيجيريا وباكستان. وزعيم هذا التنظيم هو أبو بكر البغدادي.
ففي 29 يونيو/حزيران 2014، أعلن المتحدث باسم تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو محمد العدناني في تسجيل صوتي عن قيام ما اسماه بالدولة الإسلامية ومبايعة أبو بكر البغدادي لقيادة الدولة.
ويعود تاريخ التنظيم في العراق إلى عام 2003 حيث قام أبو مصعب الزرقاوي بتأسيس ما عرف حينها بتنظيم "الجهاد والتوحيد" في سبتمبر/أيلول 2003. و مرّ بمراحل وانعطافات عديدة إلى إن تم الإعلان عن "دولة العراق الإسلامية" في عام 2006.
وفي أواخر عام 2011 تم الإعلان عن تشكيل جبهة النصرة لأهل الشام، وهي فرع تنظيم القاعدة في سوريا بقيادة أبو محمد الجولاني الذي أوفده تنظيم الدولة الإسلامية في العراق إلى سوريا لهذا الغرض مع عدد من قادته المتمرسين في العراق.
وفي أبريل/ نيسان 2013 تم الإعلان عن إقامة "الدولة الإسلامية في العراق والشام" وانضم إليها أغلب المقاتلين الأجانب في النصرة، وهو ما شكل افتراقا علنيا بين القاعدة والتنظيم، حيث طارد التنظيم جميع الكتائب والفصائل المعارضة الأخرى وعلى رأسها النصرة وأحكم سيطرته على كل المناطق الممتدة من الحدود السورية العراقية حتى أطراف مدينة حلب شمالي البلاد.
ما يميز التنظيم أنه لا يعمل بعقلية التنظيمات الأخرى التي تخوض فقط القتال والمعارك، بل يدير المناطق الواقعة تحت سيطرته بعقلية الدولة، إذ يتولى مختلف شؤون ومناحي حياة مقاتليه والمواطنين الذين يعيشون في المناطق التي تخضع له من تعليم وقضاء وصحة وكهرباء، ما يشير إلى انه يخطط لإقامة دولة بكل معنى كلمة.
بعد هذه السنون يتساءل السوريون عما أفادهم تنظيم الدولة منذ قدومه إلى سورية، غير إنه استحل دمائهم على إنهم أما مرتدين أو صحوات، كما صادر التنظيم أملاكهم وهتك أرواح المئات منهم، وقاتل الجيش الحر ذي الحاضنة والمنشأ المعروفين من قبل السوريين، وسيطر التنظيم على مناطقهم مطبقاً قوانينه بالسيف والخنجر.
تنظيم الدولة بحسب ما يراه الصحفي "ياسر الدمشقي"، يريد إقامة دولته في سورية حتى وإن كانت من غير شعب، المهم لديه في الوقت الراهن هو الجغرافية لا العامل البشري، حيث يسعى دوما للحصول والسيطرة على الآبار النفطية والثروات.
ويرى أن التنظيم غير مفاهيم كثيرة حول الثورة السورية، التي باتت بأعين العالم مصدرة للإرهاب، وما يجري بداخلها هي حرب أهلية لا ثورة شعبية صاحبة حقوق تتطلع للعيش الكريم وتحقيق مبادئ الإنسان في الحرية والعدالة.
وبحسب الناشط الإعلامي "مجد الحلبي"؛ فإن التنظيم كان المسوغ لدخول الروس إلى سورية بحجة مكافحة الإرهاب، وبسبب التنظيم الدول العظمى أعادت وتعيد هيكلة النظام السوري على اعتباره أقل الشر، مشيراً إلى إن ما يجري في سورية اليوم لا يمكن أن يقبله سوري، ولكن الواقع لا يتغير بالأماني فقط.

مقالات ذات صلة

إيران تواصل تحركاتها وتبديل مواقعها بعد استهدافها من "التحالف"

العراق ينفي طلب المعارضة تنظيم حوار مع النظام في بغداد

"الدفاع الأمريكية" تكشف عن استراتيجيات وخطط جديدة لمواجهة "التنظيم" في سوريا

العراق يستعيد 179 عائلة من مخيم الهول شمال شرق سوريا

استنفار أمني للقواعد الأميركية شرقي سوريا

من أين جاءت.. سقوط صاروخين في الجولان السوري