كيف تحولت حلب إلى مناطق نفوذ دولية؟ - It's Over 9000!

كيف تحولت حلب إلى مناطق نفوذ دولية؟

بلدي نيوز - (حسن العبيد)
تحولت مدينة حلب وريفها مسرحاً لسيطرة القوى الدولية الداعمة لقوى محلية وميليشيات أجنبية غازية، أقامت قواعد عسكرية ونقاط مراقبة وفرق عسكرية، ترعى مصالحها وتدعم السيطرة على الأرض السورية.
الحلف الأول
ففي ريف حلب الشرقي؛ تتمركز ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" والتي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، والمدعومة من قبل قوات التحالف الدولي التي تضم "القوات الفرنسية والأمريكية" وتمتلك القوات قاعدة في منطقة عين العرب "كوباني" شمال شرق حلب.
كما أنشأت واشنطن قاعدة أخرى في جنوب مدينة عين العرب "كوباني" تمتد على مساحة 35 هكتاراً بالقرب من قرية خراب عشق، بالإضافة إلى تواجد هذه القوات في مدينة منبج وريفها شرق حلب، حيث يتمركز أكثر من 70 عنصراً من القوات الفرنسية الخاصة منذ يونيو/ حزيران 2016، في تلة (ميشتانور) وبلدة (صرين) ومصنع (لافارج) الفرنسي للأسمنت الواقع في قرية خراب عشق في ريف حلب شمالي سوريا.
تحالف النظام – روسيا - إيران
يعتبر الحلف الثاني الداعم لقوات النظام والذي يتألف من القوات الروسية والإيرانية والأرمينية التي وصلت مؤخراً إلى مدينة حلب، مؤلفة من ٨٣ عنصراً على شكل فرق لنزع الألغام وطبياً لتقديم الدعم الطبي للأرمن الموجودين في مدينة حلب.
وتأتي إيران وميليشياتها بالدرجة الأولى من حيث العدد والقواعد العسكرية الداعمة لقوات النظام في مدينة حلب وريفها الجنوبي والشرقي، حيث أنشأ الحرس الثوري الإيراني نواة هذه القاعدة من مرتزقة الميليشيات الشيعية على السفح الشرقي لجبل عزان جنوب مدينة حلب حوالي 12 كم، وطوّرت إيران هذه القاعدة في بداية العام 2015 لتكون أكبر القواعد العسكرية الإيرانية في الشمال السوري، وتضم ميليشيات "حزب الله" اللبناني و"حركة النجباء" العراقية، ولواء فاطميون الأفغاني، ولواء القدس الفلسطيني، وهم تحت إمرة قادة الحرس الثوري الإيراني.
وتهدف هذه الميليشيات للسيطرة على محافظة حلب، وتمكنت بعد التدخل الجوي الروسي من التمدد العسكري جنوب حلب وشمالها، ومن ثم احتلال الجزء المحرر من المدينة وتهجير أهلها بعد تدميرها من قبل الطائرات الروسية.
قوات روسية إيرانية مشتركة
أما الحلف الثالث فيتشكل من روسيا أقوى حلفاء النظام السوري، حيث تشترك الشرطة العسكرية الروسية بغرفة عمليات مشتركة مع الحرس الثوري الإيراني والميلشيات التابعة له، بالإضافة إلى نقاط المراقبة في ريف حلب الجنوبي في بلدة الحاضر وفي بلدة تل رفعت شمال حلب.
كما تتركز الشرطة الروسية في بلدة العريمة بريف حلب الشمالي كنقاط فصل ومراقبة بين "الوحدات الكردية" وقوات النظام وفصائل المعارضة في شمال حلب.
وفي مدينة حلب، تتخذ القوات الروسية مقرات عسكرية خاصة بها في أحياء حلب الغربية والشرقية، بعد دعمها لقوات النظام في السيطرة على كافة أحياء المدينة، ومن ثم ساهمت في نزع الألغام من الأحياء الشرقية وتنظيم الحواجز أثناء تهجير اهالي حلب الشرقية في أواخر عام 2016.
مناطق سيطرة فصائل المعارضة المدعومة تركيا
يتشكل الحلف الرابع في محافظة حلب من فصائل المعارضة برعاية تركية والتي تمكنت من استعادة مساحة واسعة من ريف المدينة الشمالي بعد معارك مع تنظيم "داعش" و"الوحدات الكردية" في ريف حلب الشمالي، بالإضافة إلى تقديمها الدعم الخدمي للمدنيين المتواجدين في تلك المناطق، حيث تتركز القوات التركية وقواعدها على شكل نقاط مراقبة في ريفي حلب الغربي والجنوبي، موزعة على مناطق وبلدات (العيس والراشدين وعندان)، وذلك ضمن اتفاق أستانا الذي نصّ على إنشاء نقاط مراقبة لخفض التصعيد بين قوات النظام وفصائل المعارضة.
وبذلك تحولت ثورة الشعب السوري من المطالبة بالحرية، إلى معركة لتحرير الأرض من الاحتلالات والتحالفات المركبة التي بهدف الوصول إلى منابع النفط والغاز و َالفوسفات، بعد أن أحكمت السيطرة على معظم الأراضي السورية عبر المجازر بحق المدنيين العُزَل.

مقالات ذات صلة

سياسي كردي يتهم "العمال الكردستاني" بمنع توحيد القوى الكردية

خلافات التطبيع تطفو على السطح.. "فيدان" يكشف تفاصيل جديدة بشأن علاقة بلاده مع النظام

لافروف"اختلاف المواقف بين دمشق وأنقرة أدى إلى توقف عملية التفاوض"

قائد "قسد": الهجمات التركية تجاوزت حدود الرد وأضرت بالاقتصاد المحلي

حريق منزلي في ميزتلي التابعة لولاية مرسين يودي بحياة عاملين سوريين

نجاة طفلين سوريين من حريق منزلي في تركيا