الجوع أو الركوع.. سياسة الأسد وحلفائه تجاه المدن السورية الثائرة - It's Over 9000!

الجوع أو الركوع.. سياسة الأسد وحلفائه تجاه المدن السورية الثائرة

بلدي نيوز - دمشق (حسام محمد)
عمدت قوات نظام الأسد -منذ ارتفاع وتيرة المظاهرات الشعبية المطالبة بإسقاط الأسد- إلى تقطيع أوصال المدن السورية، ومنع إدخال المواد الغذائية إليها، وفرض طوق أمني مشدد بغية تركيع مئات آلاف المتظاهرين الرافضين لنظام حكمه، وإعادتهم إلى طاعته.
المتحدث الإعلامي باسم مركز حمص الإعلامي "محمد الحمصي"، قال لشبكة بلدي نيوز، "النظام حاصر حمص خوفا من اتساع رقعة المظاهرات وتمددها نحو الأحياء العلوية، كون أهالي حمص كانوا كالسيل في أعمالهم السلمية والثورية التي لم تعجب النظام أبدا، لهذا اتبع سياسية الفصل الطائفي بين أحياء السنة والعلويين وإشعال الفتنة بينهم".
وأردف الحمصي، "كما تعمد النظام إلى تحويل العلويين لميليشيات يغشيها الحقد الطائفي ما اضطر الأحياء الثائرة لحمل السلاح والتصدي لعمليات التسلل والخطف، ناهيك عن اعتماد النظام سياسة قصف المدارس والمنشآت الصحية والخدمية والبنى التحتية لزيادة حجم الحصار ورفع مستوى المعاناة، بهدف تضييق الخناق على الأهالي والثوار في محاولة لتغيير مسار الثورة إلى ثورة فقراء وجياع".
واستطرد بالقول "علما أن أهالي حمص وخصوصا القديمة كانوا من الطبقة العصامية أو الغنية في معظمها، وكما ذكرت سابقا هدف هذه العمليات تحويل مسار الثورة لثورة جياع وإشغال الشعب بلقمة العيش وإبعادهم عن مسار القتال ضده".
صحيفة "تايمز" الأمريكية كانت قد نقلت مؤخراً عن مركز مراقبة الحصار، أن 49 من أصل 52 منطقة محاصرة تتحكم بها ميليشيات الأسد، فيما تخضع اثنتان لفصائل معارضة وواحدة تحت سيطرة تنظيم الدولة.
ومن أبرز المناطق التي تحاصرها الميليشيات الإيرانية وقوات النظام هي "الغوطة الشرقية بريف دمشق، ومعضمية الشام، وداريا، ومضايا، ومدن وبلدات جنوب دمشق، وبقين، ووادي بردى، والتل"، وتمنع عنها دخول المساعدات الغذائية والطبية، الأمر الذي أدى إلى وفاة المئات جراء الجوع أو بنقص المواد الطبية.
في حين ندد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بحصار المدن في سوريا، واعتبر أن الحصار بهدف التجويع يشكل "جريمة حرب"، داعياً الأطراف الدولية للضغط على الأطراف المعنية في سوريا بهدف التوصل إلى حل إنساني مستدام.
أما الأمم المتحدة فأقرت بوجود وجود " 486700 شخص تحت الحصار في سوريا بينهم 4.6 ملايين شخص يصعب إيصال المساعدات الإنسانية إليهم"، وأصبحت سوريا وخاصة حلب عبارة عن مدينة أشباح جراء الحرب التي تشنها قوات النظام وروسيا.
وقد ذكرت منظمات غير حكومية في واشنطن أن مدينة حلب شمال سوريا في طريقها لأن تحاصر من قبل جيش نظام الأسد، والميليشيات الإيرانية، وقد تلقى المصير ذاته الذي لقيته مدينة سريبرينتسا البوسنية في 1995، وذلك رغم وقف الأعمال القتالية في سوريا.
في وقت تتعرض فيه واشنطن لانتقادات لعدم قيامها بجهد كاف تجاه اللاجئين السوريين، وذكر زاهر سهلول المسؤول في الجمعية الطبية السورية الأميركية "أن حلب ستكون سريبرينتسا القادمة" في إشارة إلى مجزرة راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف مسلم في البوسنة في يوليو 1995 بأيدي مليشيات صرب البوسنة.
وأشار إلى أن الطريق الوحيد الذي يربط تركيا بحلب تم قطعه بالكامل من قبل مجموعة كردية (سورية) حليفة للحكومة السورية، وذكر إنه يخشى أن 300 ألف شخص في حلب سيعانون كما يعاني آخرون في سوريا.
ودعا كلا من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن توقف روسيا والنظام السوري فورا هجماتهما على مجموعات المعارضة المعتدلة، وأن يوقفا زحفهما على حلب.

مقالات ذات صلة

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن

تقارير تكشف اعتقال نظام الأسد لـ9 من اللاجئين السوريين العائدين من لبنان

مجلس الأمن.. دعوة قطرية لدعم ملف المفقودين في سوريا

الولايات المتحدة ترفض إفلات نظام الأسد من المحاسبة على استخدام الأسلحة الكيماوية

"الشبكة السورية" تطالب بمحاسبة الأسد في الذكرى الـ11 لهجوم الغوطة الكيميائي

السويداء تحتفل.. عام على الحراك السلمي