بلدي نيوز - (أحمد العلي)
تشهد أجواء المناطق المحررة بريف محافظات حماة وإدلب واللاذقية تحليقاً مكثفاً للطائرات الحربية الروسية رغم اتفاق سوتشي الموقع بين تركيا وروسيا الذي يحظر الطيران فوق المنطقة العازلة.
وعن أسباب حركة الطيران الروسي، قال القيادي في جيش العزة العقيد الطيار "مصطفى بكور": "منذ ثلاثة أيام وبعد ما تسرب عن فشل الاجتماع الروسي التركي على مستوى وزراء الخارجية والدفاع، والطيران الروسي من مختلف الطرازات لم يغادر أجواء الشمال السوري المحرر على مدار الساعة".
وأضاف: "من خلال الخبرة في عالم الطيران ومسيرة العمليات العسكرية في إطار الثورة السورية يحتمل أن يكون النشاط الكثيف للطيران الروسي في هذا التوقيت يهدف إلى تدقيق الرصد النهائي للأهداف على الأرض قبل البدء بعملية عسكرية ما، وإرسال رسالة تحذيرية للأتراك بأن الطيران الروسي مازال موجودا وهو قادر على تنفيذ أي مهمة عسكرية وبالتالي فإنه للحفاظ على الاتفاق الاخير يجب على تركيا التنازل أمام الروس في ملفات معينة".
ورجّح العقيد أن يكون تحليق الطيران الروسي "بغية إعادة تأهيل الطيارين الروس الذين تم استقدامهم مؤخراً إلى قاعدة حميميم الجوية بعد الإتفاق الأخير، ولم يشاركوا في العمليات العسكرية في سوريا من قبل وذلك من خلال ماهو معروف لدى الطيارين بخطة استعادة الحساسية والتعرف على المناطق ومسرح العمليات".
وعلل أيضاً ذلك التحليق المكثف لتشكيل "تأثير نفسي ضاغط على المعارضة والحاضنة الشعبية للثورة من خلال الإيحاء بقرب تنفيذ عملية عسكرية معينة ستؤدي إلى قتل الآلاف وتهجير الملايين من المدنيين في هذا الشتاء وخاصة بعد ما حصل من مآسي في المخيمات خلال الأسبوعين الماضيين بسبب الأمطار والسيول وتقصير المنظمات في دعم المهجرين".
وتابع: "قد تكون تلك الطلعات أيضاَ لتوجيه رسالة تطمين للنظام الأسدي ومؤيديه بأن الروس مازالوا على موقفهم في دعم النظام في ظل ما يتسرب عن اقتراب تفعيل اتفاق روسي أمريكي قديم يمنع طيران النظام من التحليق في أجواء سوريا، وتوجيه رسالة للمجتمع الدولي بأن رفض الأمم المتحدة الإملاءات الروسية بما يخص اللجنة الدستورية سيؤدي إلى تغليب فكرة الحل العسكري على الحل السياسي وأن الروس جاهزون لهذا الخيار".
ودعا القيادي في ختام حديثه على "ضرورة القوى الأمنية الثورية وبالتعاون مع الفعاليات الثورية الصادقة الوفية للثورة السورية العمل بشكل مستمر على ملاحقة الضفادع وأصحاب المشاريع الهدامة وكشفهم والتعامل معهم بما يمنع حدوث أي اختراق لصفوف المعارضة والحاضنة الشعبية".
.
