بلدي نيوز – (تركي المصطفى)
مقدمة
يناقش هذا الملف حصاد العام 2018 م في إطار التطورات السياسية والعسكرية ونتائجها على صعيد الثورة السورية، ونمهد لهذا النقاش باستعراض تحليلي موجز لأهم الأحداث السياسية التي شهدتها القضية السورية في ردهات مجلس الأمن الدولي وفي لقاءات "آستانا" المتتابعة، ولقاء "سوتشي" وما تمخض عنها من اتفاقات تتعلق بالقضية السورية، ونتوقف عند فشل المجتمع الدولي سياسيا، ومحاولة الأنظمة العربية تعويم نظام الأسد من بوابة الخرطوم.
ثم نتناول أهم التطورات العسكرية التي شهدتها الساحة السورية كالحديث العسكري عن معركة "غصن الزيتون"، وتحرير الجيش الوطني بمساندة القوات التركية منطقة عفرين من تنظيم " ب ي د"، وانحسار جغرافية نفوذ فصائل الثورة السورية المسلحة، ثم انهيار تنظيم "داعش" في وادي الفرات، ونتطرق للمعارك ونتائجها التي دارت في الغوطة الشرقية وفي الجنوب السوري، ونتوقف عند عملية التهجير الكبرى التي اشترك فيها أطراف الصراع السوري ورعتها الأمم المتحدة بهدف عملية التغيير الديمغرافي التي تخدم القوى المحتلة لسوريا.
أولاً- الحصاد السياسي:
مع أفول العام 2018 بات المشهد في سوريا يخضع للهيمنة الروسية على القرار السياسي، نتيجة تواطؤ وعجز المجتمع الدولي الذي أصبحت أولوياته تقاسم الغنائم السورية بعد إعلان الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا، إثر القضاء على تنظيم "داعش" والتراجع الدولي والإقليمي عن المطالبة بإسقاط الأسد ونظامه، والعمل على تعويمه رغم كل المحرمات التي ارتكبها ضد الشعب السوري، وفي مقدمتها استمراره في استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين.
وتجسدت هيمنة الروس على القضية السورية بعد استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، وإخراج الملف السوري من أدراج الأمم المتحدة إلى العاصمة الكازخية "آستانا"، ومن ثم الدعوة إلى مؤتمر الحوار السوري في منتجع سوتشي الروسي.
ويمكن تلخيص أهم الأحداث السياسية بما يلي:
ــ مؤتمر الحوار في سوتشي: عقدت روسيا "مؤتمر الحوار الوطني" السوري في مدينة سوتشي الروسية، خلال يوم واحد فقط، الثلاثاء 30 كانون الثاني، بحضور 1600 شخص من مختلف الطوائف السورية، وقد أغرقته روسيا بالمدعوين من مناطق نفوذ نظام الأسد.
وانتهى المؤتمر بالاتفاق على تشكيل لجنة دستورية من ممثلي نظام الأسد والمعارضة، لإصلاح الدستور وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي "2254".
عارضت واشنطن سوتشي وحكمت عليه بالفشل لمحاولة روسيا فرض رؤيتها السياسية من خلاله خارج أروقة الأمم المتحدة.
ـــ القرار الدولي 2401: هو قرار أممي بشأن سوريا، صوّت عليه أعضاء مجلس الأمن الدولي في جلسة عقدت يوم 24 فبراير/شباط 2018، يطالب بهدنة إنسانية لمدة 30 يوما ودون تأخير في سوريا، وبعد ساعات من قرار مجلس الأمن تطبيق هدنة إنسانية في سوريا، قامت قوات النظام باقتحام الغوطة الشرقية من محاور عدة تحت غطاء ناري كثيف شاركت فيه طائرات روسية.
ــ استخدام روسيا حق النقض "الفيتو": استخدمت روسيا يوم الثلاثاء 10 أبريل/ نيسان حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار أمريكي بمجلس الأمن الدولي، يطالب بتشكيل لجنة تحقيق جديدة لتحديد المسؤولية عن هجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا.
ــ "آستانة 9" دون نتائج: لم تسفر جولة "آستانة 9" من المفاوضات حول سوريا في العاصمة كازاخستان عن أي تقدم يذكر باتجاه حل النزاع، وأعلنت الدول الثلاث الراعية، روسيا وتركيا وإيران، في بيان ختامي مشترك عقد الاجتماع المقبل على مستوى عال حول سوريا في سوتشي الروسية يوليو المقبل.
ــ "آستانة 10" وفرض الرؤية الروسية: عقد على الأراضي الروسية يوم 30/7/2018م ويعتبر نقل مقر اجتماعات أستانا إلى سوتشي إشارة من روسيا إلى فوزها في الحرب السورية، ما دفعها للتخلي عن الواجهة الكازاخية وادعاء الحياد فيها، وعقد الجلسة العاشرة على أراضيها.
ــ اتفاق سوتشي المتعلق بإدلب: بعد فشل القمة الثلاثية التي جمعت الرئيس الروسي بوتين والتركي أردوغان والإيراني روحاني في طهران يوم 7 سبتمبر/ أيلول؛ عقد الرئيسان الروسي والتركي قمة ثنائية في مدينة سوتشي يوم 14 سبتمبر/ أيلول لبحث مصير إدلب، ونجحت تركيا في تجنيب إدلب العدوان وفق بنود من أهمها إقامة منطقة آمنة على الحدود الفاصلة بين إدلب ومناطق نظام الأسد، خالية من السلاح الثقيل، مع بقاء المعارضة فيها بالسلاح الخفيف، وإخراج الفصائل الراديكالية منها، وفتح الطريقين الدوليين حلب - حماة، وحلب - اللاذقية.
ــ الزيارة السرية للرئيس السوداني عمر البشير لرأس النظام في دمشق: يعتبر أول رئيس نظام عربي يزور دمشق منذ اندلاع الثورة السورية في 2011، وتمت الزيارة في 16ديسمبر/ كانون الأول بترتيب مع موسكو، لأن الطائرة التي أقلته روسية، كما أنها اتبعت مسارا جويا يجنبه أي مخاطر محتملة باعتبار أن الرئيس البشير مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، وترتب على هذه الزيارة تداعيات محلية سودانية إذ شهدت العاصمة الخرطوم ومدن سودانية أخرى احتجاجات واسعة ضد سياسة الرئيس البشير، ومنها زيارته السرية لنظام مستبد قتل وهجر الشعب السوري.
ــ الانسحاب الأميركي من سوريا: فاجأ الرئيس ترامب العالم قبل أيام من رحيل من العام 2018م عبر سلسلة تغريدات نشرها على تويتر إنه يفي بتعهد قطعه أثناء حملته الانتخابية في عام 2016 بالخروج من سوريا، وكتب يقول إن الولايات المتحدة تقوم بعمل دول أخرى، منها روسيا وإيران، دون مقابل يذكر وقد "حان الوقت أخيرا لأن يحارب آخرون"، وسط انتقادات من بعض الجمهوريين وبعض القادة العسكريين الأمريكيين ومخاوف أطراف الصراع السوري.
واعتبر رئيس التحالف الأميركي الشرق أوسطي أن الانسحاب الأميركي له مبرراته، في ضوء تحقيق واشنطن ما سعت إليه فيما يتعلق بدحر تنظيم "داعش" الإرهابي، ذلك على اعتبار أن الولايات المتحدة ومن خلال التحالف الدولي وعبر دعمها لقوات سوريا الديمقراطية قد حققت انتصارات على "داعش" وحصرته في آخر جيب له.
ثانيا: حصاد التطورات العسكرية:
ــ قصف قاعدة حميميم بطائرات "الدرون" المسيّرة: يعتبر الحدث الأول في العام 2018م، استهداف طائرات من دون طيار قاعدة حميميم العسكرية ونقطة دعم القوات البحرية الروسية في طرطوس، في 6 من كانون الثاني.
وقال رئيس إدارة الصناعة في هيئة الأركان الروسية، الكسندر نوفيكوف، إن الطائرات المسيرة عن بعد التي قصفت القاعدة استخدمت لأول مرة، وكانت كل طائرة تحمل 10 ذخائر، وزن كل واحدة منها قرابة 400 غرام، وتحتوي على كرات معدنية ذات قطر تدميري نحو 50 م.
ولم تتبن المعارضة أو أي جهة قريبة من محافظة اللاذقية العملية، إلا أن روسيا اتهمت الفصائل العسكرية الموجودة في مدينة إدلب، وسط تحليلات متباينة تحدثت عن أياد إيرانية أو أمريكية.
ــ عملية غصن الزيتون وتعطيل مشروع "ب ي د": أطلقت تركيا في كانون الثاني من هذا العام عملية غصن الزيتون العسكرية، بالاشتراك مع فصائل الجيش السوري الحر ضد تنظيم "ب ي د" في منطقة عفرين، حقَّقا فيها نتائج معتبرة حيث حررت كامل الشريط المحاذي لتركيا.
ويمكن وصف هذه المنطقة بالجزء الحيوي المؤثر في خاصرة تركيا، ومع هزيمة "ب ي د"؛ وئد حلم هذا الحزب وإدارته بعد أن تمكن الجيش السوري الحر من التقدم إلى عمق منطقة عفرين وإحكام السيطرة على آخر معاقل "الوحدات الكردية"، وقطع رأس الكانتون الكردي الذي أسموه "روجافا"، والذي يهدف إلى خلق وقائع جغرافية جديدة تأتي في إطار تحقيق المصالح الدولية المتشابكة على الأرض السورية، دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح السوريين بما فيهم المكون الكردي المتطلع إلى الحرية ومناهضة نظام الأسد المستبد.
ــ إسقاط "الدبابة الطائرة" سوخوي 25 في ريف إدلب:
في 3 فبراير/ شباط، تمكن مقاتلون من "هيئة تحرير الشام" من إسقاط "الدبابة الطائرة" بصاروخ محمول على الكتف، وهو الوصف الذي يطلق على طائرة سوخوي 25 الروسية، وكانت وزارة الدفاع الروسية أقرت بسقوط الطائرة الحربية بصاروخ مضاد للطائرات يحمل على الكتف في محافظة إدلب.
ــ إسقاط الطائرة الإسرائيلية:
أسقطت وسائط الدفاعات الجوية لميليشيات إيران وتلك التابعة للأسد طائرة إسرائيلية "إف 16" بعد بدء "إسرائيل" هجمات ردًا على اختراق طائرة استطلاع إيرانية حدود الجولان المحتل، أسقطتها إسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في 10 من شباط الماضي، سقوط الطائرة بعد قصفها لأهداف إيرانية في سوريا نتيجة تعرضها لنيران الدفاعات الجوية.
وعقب ذلك، استهدفت "إسرائيل" 12 هدفًا، بينها ثلاث بطاريات دفاع جوي وأربعة أهداف إيرانية في سوريا، بحسب ما قاله المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر حسابه في "توتير".
ــ خسارة الغوطة الشرقية وهجومها الكيماوي والعقاب الدولي الخجول:
شن نظام الأسد بدعم روسي إيراني هجوما على الغوطة الشرقية، في 19 فبراير/ شباط، وكان أشد أعمال الهجوم عدوانا ما قام به نظام الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية المحظورة دوليا، مستهدفا مدينة دوما بالغوطة الشرقية يوم 6 أبريل/ نيسان 2018، والذي خلّف عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
وأثار القصف الكيميائي في دوما تنديدات دولية واسعة، وجاء الرد الأقوى من الولايات المتحدة على لسان رئيسها، دونالد ترمب، الذي غرّد على حسابه في "تويتر" يوم 8 أبريل/ نيسان 2018، واصفا الأسد بـ "الحيوان" وأعلن أنه سيتم اتخاذ "قرار قوي" للرد على الهجوم الكيميائي للنظام الأسد على مدينة دوما، ودعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى محاسبة نظام الأسد وداعميه وفي طليعتهم روسيا، إذا ثبت وقوع هجوم كيميائي في دوما.
وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة يوم 9 أبريل/ نيسان 2018، لبحث الهجوم على دوما، عرفت سجالا بين واشنطن وموسكو.
وفي سياق مجزرة دوما، شن التحالف الدولي الأميركي - البريطاني - الفرنسي، فجر الجمعة/ السبت 14 نيسان، هجمات منسقة على مواقع تتعلق بـ "برنامج السلاح الكيماوي السوري" في دمشق وحمص.
ــ سقوط الجنوب السوري بتخاذل محلي وتواطؤ إقليمي ودولي:
سيطرت قوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية على مساحات واسعة في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء في 2018.
وكانت الفصائل المعارضة تسيطر على نحو 70% من محافظتي القنيطرة ودرعا، قبل أن تشن قوات النظام بدعم روسي هجوما لطردها.
وبعد أكثر من سبع سنوات على بدء النزاع، تمكنت قوات نظام الأسد من استعادة مناطق برمتها ومحاورها الرئيسية ونقاط عبور حدودية، ومنها معبر نصيب/ جابر الحدودي مع الأردن، في تموز/يوليو، بعد عملية عسكرية واتفاقات تسوية مع الفصائل المعارضة في درعا برعاية روسيا، وموافقة إسرائيلية أميركية.
ــ إسقاط الطائرة الروسية" إيل 20":
أسقطت وسائط الدفاع الجوي التابعة للأسد بالخطأ، في أيلول /سبتمبر طائرة عسكرية روسية، كان على متنها 15 شخصا بينما كانت تحاول استهداف مقاتلات إسرائيلية.
وأكدت "إسرائيل" إن مقاتلاتها شنت غارات على "منشأة عسكرية سورية كان مخططًا لنقل أنظمة لإنتاج أسلحة دقيقة وقاتلة إلى إيران و"حزب الله".
وأطلقت الدفاعات السورية نيرانها من دون التأكد من عدم وجود طائرات روسية في الأجواء، حسب البيان الإسرائيلي.
وتعهدت موسكو بعد ذلك بنشر أنظمة دفاعية من طراز S-300 في سورية.
ثالثا: 2018م عام التغيير الديموغرافي في سوريا
ــ الغوطة الشرقية – قاصمة الظهر
تسببت حملة العدوان العسكرية التي شنها نظام الأسد وميليشيات إيران بغطاء جوي روسي، بمقتل نحو 1540 مدنياً، معظمهم من الأطفال والنساء، ونحو 118 مقاتلاً من الفصائل المعارضة، ثم تهجير غالبية المحاصرين نحو الشمال السوري برعاية أممية، لتسيطر روسيا مع نظام الأسد على كامل الغوطة التي قصمت ظهر الثورة السورية في العاصمة دمشق.
ــ تهجير مدن القلمون الشرقي
تقع منطقة القلمون الشرقي بمحاذاة الطريق الدولي الذي يربط العاصمة دمشق بمدينة حلب، وتضم العديد من المدن الهامة، منها "الضمير والناصرية والرحيبة والقطيفة"، ويقدر عدد سكانها مع النازحين إليها بمليون نسمة.
وبعد حصار دام سنوات، وفي 19 أبريل 2018، وافقت فصائل الثورة في القلمون على بنود اتفاق مع روسيا قضى بتسليم السلاح الثقيل الضخم وتهجير آلاف المدنيين الذين لا يريدون المصالحة مع نظام الأسد باتجاه مناطق الشمال السوري.
جنوب دمشق – تشريد آخر
يعيش في الأحياء الطرفية في جنوب العاصمة دمشق خليط من السوريين النازحين من الجولان السوري المحتل، بالإضافة للاجئين الفلسطينيين قضوا خمس سنوات تحاصرهم الميليشيات الإيرانية وتلك التابعة للأسد، وقد شن نظام الأسد مدعوماً بالميليشيات وروسيا حملة عسكرية مكثفة على تلك الأحياء، ما دفع الفصائل لتوقيع اتفاق مع الروس في مايو/ أيار 2018، عن مناطق بيت سحم ويلدا وببيلا، يقضي بتهجير الرافضين لإجراء مصالحة مع نظام الأسد من جنوب دمشق نحو الشمال السوري، ليبلغ عدد مهجري هذه المناطق نحو 9250 مدنياً.
ويعتبر اقتلاع سكان جنوب دمشق تشريد آخر بالنسبة للاجئين الفلسطينيين منذ النكبة عام 1948م، وتهجير ثان لنازحي الجولان منذ النكسة في حزيران 1967بعد أن فرط الأسد الأب بالجولان المحتل.
ــ تهجير ريفي حمص وحماة
شهد ريفا حمص وحماة حصارا قاسيا كغيرها من المناطق المحررة التي حُوصرت، وخشية من مذبحة لا يمكن منع وقوعها، وقعّت الفصائل اتفاق "التهجير" مع روسيا نحو مناطق ريف حلب شمالي سوريا.
ــ درعا "مهد الثورة ".. التهجير شمالا وجنوبا بتواطؤ دولي
شنّ نظام الأسد ومن خلفه روسيا والمليشيات الإيرانية وميليشيا "حزب الله" اللبناني، عدوانا غير مسبوق على محافظة درعا، ونتيجة تواطؤ إقليمي دولي اضطرت الفصائل لتوقيع اتفاق "التهجير" في درعا والقنيطرة، وهو ما كان نقطة تحول كبرى في تاريخ الثورة السورية، مع خروج المهجرين نحو إدلب شمالي سوريا، فيما نزح أكثر من 80 ألف نسمة باتجاه الحدود الأردنية جنوبا.
ــ إدلب بلا شيعة بعد تهجير الفوعة – كفريا
آخر فصول هذه التغييرات في سوريا، الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية روسية وإيرانية وتركية حول بلدتي كفريا والفوعة، وبموجب الاتفاق تم إخلاء من بقي من سكان البلدتين والبالغ عددهم نحو 7 آلاف شخص تقريبا، لتصبح محافظة إدلب خالية من الأقلية الشيعية.
خلاصة
لابد من الاعتراف بالانكسارات العسكرية في العام الذي بات ماضيا كنتيجة طبيعية لتشتت إدارة الصراع العسكري ضد قوات نظام الأسد والميليشيات الشيعية المتطرفة، حيث لا توجد جبهة ثورية مشتركة ومتماسكة، فكانت استراتيجية نظام الأسد وبالتعاون مع ميليشيات إيران التعامل مع كل جبهة منفردة، الأمر الذي سهل قضم مناطق متعددة كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة بتواطؤ دولي وإقليمي بهدف وأد الثورة السورية.
ويعتبر هذا العام الأقسى على الشعب السوري سياسيا وعسكريا وإنسانيا، في ظل تسابق أنظمة عربية للتصالح مع نظام الأسد وإعادة تعويمه، وهو الذي وصف من يسعى إليه بــ "أشباه الرجال".