عمليات التهجير في 2018 لسكان الغوطة الشرقية.. إحصائيات وشهادات - It's Over 9000!

عمليات التهجير في 2018 لسكان الغوطة الشرقية.. إحصائيات وشهادات

بلدي نيوز - (أشرف سليمان)
كشف تقرير أعده فريق "منسقو الاستجابة في الشمال السوري" أن نظام الأسد هجّر 128888 شخصا قسراً في عام 2018، من المناطق التي انتزعها من المعارضة المسلحة في "ريف دمشق والمنطقة الجنوبية وريف حمص الشمالي" بعد حصار وقصف عليها في التفاف على مناطق خفض التصعيد الأربعة التي استحدثتها اتفاقيات إستانة عبر جولاتها المتلاحقة.
وذكر تقرير غرافيك لمنسقي الاستجابة في الشمال أعد هذا الشهر، إحصائية التهجير القسري منذ عام 2016 وحتى عام 2018 ونسبة تهجير كل منطقة وبلغ المجموع العام للتهجير القسري على مدى ثلاث سنوات 218459 شخصاً من خارج نطاق الشمال المحرر منها حوالي 118 ألف شخص عائدة لمهجري ريف دمشق وحدهم.
وقال التقرير إن عمليات التهجير القسري في سوريا خلال 2018، بدأت من تاريخ 14 آذار حتى 31 تموز الماضيين، وأكبر عملية تهجير قسري، جرت بالفترة بين 14 آذار، و10 أيار الماضيين، في غوطة دمشق الشرقية، ومنطقة القلمون شمالي شرق دمشق، ومخيم اليرموك وأحياء القدم ويلدا وببيلا وبيت سحم جنوبي العاصمة.
وبلغ عدد المهجرين من غوطة دمشق الشرقية 65887، وشرقي القلمون 6236، ممن غادروا إلى مناطق سيطرة المعارضة في إدلب وحلب شمالي سوريا.
وبحسب أرقام "منسقو الاستجابة"، هجّر النظام 35 ألفا و648 شخصا من ريف حمص الشمالي، في الفترة بين 7 و18 من أيار الماضي، حيث غادر المهجرون إلى مناطق سيطرة المعارضة في حلب وإدلب شمالا.
وبعد ريف دمشق وحمص، تم تهجير 10 آلاف و64 شخصا من درعا والقنيطرة، بالفترة الممتدة بين 15 إلى 31 تموز الماضي.

التغيير الديمغرافي

يقول الباحث محمد بسام غنيم من المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام، لبلدي نيوز إن "النظام لعب على موضوع سياسة التهجير القسري لمعارضيه وإحداث عمليات تغيير ديموغرافي منذ عام 2012 وكانت ملامحها الأولية واضحة بمدينة القصير والزبداني، ثم في منطقة داريا مع المجزرة الكبيرة التي ارتكبها النظام في 25 آب من عام 2012 لتلحقها مجازر في مناطق جنوبي دمشق ومحيط السيدة زينب، حيث تم تهجير عشرات الآلاف من بيوتهم ودخلت بعدها مدينة حمص وريفها بنفس السياسة على مدى سنوات.
وأضاف الباحث "تبلورت سياسة التهجير والتغيير الديمغرافي بشكل واضح عام 2016 بتهجير من تبقى من مدينة داريا تلاه سلسلة تهجيرات متواصلة لسكان خان الشيح ومعضمية الشام، وجزء من التل والهامة وقدسيا، ثم برزة والقابون، لنصل إلى تهجيرات 2018 وهي أكبر حملات التهجير وشملت تهجير من رفض التسوية في الغوطة الشرقية وهو يعد التهجير الأكبر من حيث النسبة والعدد، وتهجير القلمون الشرقي وجنوبي دمشق ودرعا والقنيطرة وشمالي حمص".
وأردف غنيم "سعى النظام من خلال التهجير إلى خلق ما يسمى سوريا المفيدة على حد وصفه والتي تعتمد على الولاء المطلق للنظام الحالي دون حدوث أي مشاكل أمنية أو تمرد في صفوف السكان القاطنين في تلك المناطق".
واستطرد غنيم "وكذلك قام بالعمل على إحداث تغيير طائفي خطط له منذ بداية الثورة باستبدال تركيبة السكان الأصليين بعوائل ميلشيات طائفية كما هو حاصل في مناطق بجنوبي دمشق وفي الزبداني، ومحاولة تغيير التركيبة في داريا والمليحة وغيرها مستفيداً من المرسوم رقم 10 الصادر عن رأس النظام في الشهر الرابع من هذا العام، والذي يحرم المهجرين قسراً وجزء من السكان الأصليين من ممتلكاتهم وعقاراتهم مقابل استملاكات للدولة أو لأشخاص مجهولين يقف خلفها تجار ومتعهدين على صلة وقرب من الميليشيات الإيرانية".
بدوره، قال خالد حمراوي مدير مكتب الإحصاء في محافظة ريف دمشق في الشمال السوري لبلدي نيوز "وثقنا وجود 21228 عائلة من ريف دمشق في الشمال المحرر منهم حوالي 16183 من عائلات الغوطة الشرقية التي تعد أكبر نسبة تهجير من ريف دمشق، وبالإضافة للغوطة هناك 2370 عائلة من جنوبي دمشق، و1893 عائلة من القلمون ووادي بردى و782 من مدينة داريا".
وعن توزع أهالي الريف الدمشقي في الشمال، أضاف حمراوي "أكبر نسبة تمركز لمهجري ريف دمشق والغوطة خاصة هي مدينة عفرين، حيث أحصينا وجود 8389 عائلة، منهم حوالي 7000 عائلة من الغوطة الشرقية، وتأتي مدينة الباب في ريف حلب الشمالي كثاني منطقة يتمركز فيها أهالي ريف دمشق، حيث أحصينا تواجد 3457 عائلة بينهم 3300 من الغوطة الشرقية وبالأخص من مدينة دوما، ويقطن في إدلب المدينة 2871 من عائلات مهجري ريف دمشق، و1455 في مدينة إعزاز، ويتوزع باقي مهجري ريف دمشق في بقية مدن وبلدات الشمال السوري في معرة النعمان وسراقب وجنديرس والأتارب وأريحا وباقي مناطق الشمال".

المهجرون في المخيمات

وعن عدد المهجرين من ريف دمشق، أفاد مدير مكتب الإحصاء في محافظة ريف دمشق لبلدي نيوز أن نسبة 25 % موجودين في المخيمات وأهم المخيمات المتواجدين فيها مخيم دير بلوط في أطراف عفرين، مخيمات أطمة وعطاء، مخيمات مدينة الدانا، مخيم إكدة، مخيم الشرقية، والبل وحزانو وقاح ومخيمات مدينة معرة النعمان.
وعن واقع المخيمات، تحدث عضو رابطة إعلاميي الغوطة الناشط شفيق أبو طلال لبلدي نيوز إن "الآلاف من أهلنا المهجرين من ريف دمشق والغوطة تركوا منازلهم المهدمة ولجأوا للشمال بعيدا عن سلطة الإرهاب الأسدي، ونزل أكثرهم في مخيمات تفتقد أكثر مقومات الحياة الكريمة رغم ما بذله إخوانهم الأحرار في الشمال السوري عبر منظماتهم المدنية أو الرسمية أو بشكل فردي لمساعدتهم، ولكن كل هذه الجهود لا تكفي العدد الكبير من المهجرين".
وأضاف "ندعو الجميع لتحمل مسؤولياتهم تجاه المهجرين في هذه الأشهر الباردة من هذا العام الذي شهد نسبة هطول لم تشهدها المنطقة منذ سنوات طويلة، ونطالب لإيجاد حلول جذرية للمخيمات وليست إسعافية فقط، واستبدال تلك الخيام بمنازل كريمة تليق بكرامة الإنسان وتأمين مستلزمات هذا الفصل القاسي من وقود للتدفئة وأغطية وملابس شتوية وخاصة مع العدد الكبير للمحتاجين لها، فمثلا مخيمات مدينة عفرين وضواحيها فيها حوالي 2600 عائلة من ريف دمشق بينهم ما لا يقل عن 560 مصاباً.

حالات خاصة في الغوطة الشرقية

أبو علي المرجاني مدير بيت رعاية اليتيم الموحد في الغوطة الشرقية، ذكر لبلدي نيوز أن عدد الأيتام من الغوطة الشرقية الذين هجروا إلى الشمال المحرر بلغ حوالي 3712، وتم تسجيلهم بنسبة 85 بالمئة في المنظمات الإنسانية وتدفع لهم كفالات يتقاضها اليتيم المسجل في المنظمات تتراوح بين 30 و50 دولارا أمريكيا، وهناك 177 أسم وثقناهم حديثاً من أيتام الغوطة معظمهم متواجد في مدينة عفرين غير مكفولين نبحث لهم عن دعم وكفالة، أما عن عدد المصابين من الذين خرجوا من الغوطة فبلغوا حوالي 1500 وفق أخر الإحصائيات الحديثة.
وأخيراً يبقى هاجس التهجير واللجوء الشاغل الأكبر لدى كل السوريين، وبلغت نسبة التهجير الداخلي حوالي 6 مليون نسمة و8 مليون مهجر إلى خارج سوريا بحسب أرقام منظمات دولية ومؤسسات الأمم المتحدة في ظل غياب أي حلول أو تغييرات على عقلية النظام المسيطر في سوريا تطمئن السوريين بالعودة.

مقالات ذات صلة

من جديد.. "حظر الأسلحة الكيماوية" تشكك بإعلان نظام الأسد عن مخزونه من الأسلحة الكيميائية

"تجمع أحرار جبل العرب" يتهم النظام بمحاولة اغتيال قائده

دمشق.. غارات إسرائيلية على مواقع ميليشيات إيران في السيدة زينب

حكومة النظام النظام تعتزم رفع الاتصالات في سوريا

"رايتس ووتش": نظام الأسد يواصل استخدام الأسلحة الحارقة في سوريا

النظام يعمم على فروعه الامنية قوائم باسماء عشرات المطلوبين من السويداء