الكونغرس يطالب بحماية الأقليات ويتجاهل قاتل الأكثرية من السوريين - It's Over 9000!

الكونغرس يطالب بحماية الأقليات ويتجاهل قاتل الأكثرية من السوريين

BloomBerg View – ترجمة بلدي نيوز

يعتزم مجلس النواب الأمريكي إدانة الإبادة الجماعية التي تمت في سورية ضد الأقليات العرقية من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، ولكن يشهد الكونغرس انقساماً فيما إذا كان سيتم اتهام الرئيس السوري بشار الأسد بهذه الجرائم، كونه الرجل الذي كان مسؤولاً عن معظم القتلى في الحرب السورية.

وتنوي لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب من وضع قسمين للتشريع هذا الأسبوع تتعلق بالفظائع في الشرق الأوسط، الأول هو قرار من شأنه التعبير عن إدانة الكونغرس لتنظيم الدولة الإسلامية لاستهدافه المسيحيين واليزيدين والتركمان والأكراد والأقليات العرقية الأخرى ضمن "جرائم حرب"، أو "جرائم ضد الإنسانية" و"الإبادة الجماعية".

لكن القرار الذي يقوده حاكم "نبراسكا" الجمهوري "جيف فورتينبيري"، وله حالياً 199 راعياً، لا يذكر سوى تنظيم الدولة الإسلامية، ولا يتطرق بتاتاً إلى الأسد، ويخطط رئيس اللجنة "إد رويس" إلى إدخال تعديل على القانون يناقش دور الأسد في تأجيج صعود تنظيم الدولة الإسلامية، ولكنه لن يذكر القتل الجماعي والمجازر والتعذيب التي اقترفها نظام الأسد ضد الشعب السوري.

القسم الثاني من التشريع، سيكون برعاية حاكم ولاية "نيو جيرسي" الجمهوري "كريس سميث"، و الذي يدعو إلى إجراء تحقيق في جرائم الحرب في سوريا وإنشاء محكمة لهذه الجرائم، لمعالجة الفظائع بغض النظر عما إذا كانت قد ارتكبت من قبل نظام الأسد أو المعارضة أو المتطرفين، ولمشروع هذا القرار يوجد راعيين اثنين، فهناك صراع بين المشرعين الجمهوريين الذين يريدون تمرير قرار الإبادة الجماعية التي تركز بشكل حصري تقريباً على تنظيم الدولة الإسلامية، وأخرين يؤمنون بأن اهتمام الكونغرس ينبغي أن يركز على فظائع نظام الأسد.

 

وفي مقابلة مع فورتينبيري، قال: "إن الفظائع والمجازر التي ارتكبها الأسد، في حين أنها رهيبة، إلا أنها لا تلبي التعريف القانوني للإبادة الجماعية لأنها لا تستهدف القضاء المنهجي على مجموعة دينية أو عرقية"، وأضاف: "إن تضييق معنى الإبادة الجماعية هو لأننا نعتقد أن هذا يلبي معاييرها، وهو الاستخدام الأمثل لهذا المصطلح، ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكن لأخرين معالجة الامور التي اقترفها الأسد أيضاً".

وقال فورتينبيري أنه إذا تم تشريع القرار وتمريره، فإنه سيزيد الوعي للمجازر التي اقترفها تنظيم الدولة، وسيمكن المزيد من المساعدات الأمنية لفئات عرقية معينة، كما سيساعد هذه الأقليات المستهدفة على الهجرة.

هذا ويعتقد أن أكبر مجموعة من الأكراد اليزيدين في الولايات المتحدة يتمركزون في منطقة الحاكم فورتينبيري في منطقة "لينكولن"، وهو الرئيس المشارك للأقليات الدينية في تجمع الشرق الأوسط، بالإضافة إلى عضو الكونغرس الديمقراطي "آنا إيشو"، وهي العضوة الوحيدة عن "الكلدان المسيحيين" في الكونغرس.

ويدعم مشروع قانون فورتينبيري العديد من الجماعات التي تدافع عن المسيحيين في الشرق الأوسط، بما في ذلك "مجموعة الدفاع عن المسيحيين"، و"مجلس أبحاث الأسرة"، و"المجلس الأمريكي للأساقفة الكاثوليك"، والرابطة الدولية لعلماء وفرسان كولومبوس للإبادة الجماعية". وكانت مجموعة "الدفاع عن المسيحيين" قد استهجنت دفاع السيناتور تيد كروز عن اسرائيل واليهود.

وقال فورتينبيري أن مشروع القانون الذي قدمه، في جزء منه، هو محاولة للضغط على إدارة أوباما لوضع قائمة بالمسيحيين المضطهدين من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، وكما ذكرت أخبار موقع "ياهو"، فإن إدارة أوباما تدرس ما إذا كانت ستعلن أن تنظيم الدولة الإسلامية قد ارتكب إبادة جماعية ضد اليزيديين، ولكن ربما لن تشمل المسيحيين في ذلك البيان.

 

ورداً على سؤال حول تلك العملية الأسبوع الماضي، خلال جلسة استماع في الكونغرس، لم يصرح السيد جون كيري فيما إذا كان المسيحيون سيندرجون ضمن قائمة الإبادة الجماعية وممن تعرضوا للاضطهاد، ولكنه قال: "لقد تم تهجير المسيحيين من أجزاء كثيرة في الشرق الأوسط، وهذه إزالة وتطهير عرقي وديني وهو مدعاة للقلق الشديد".

كما تم ذكر القضية أيضاً في سياق حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2016، عندما تحدث عنه السناتور ماركو روبيو، بالإضافة إلى هيلاري كلينتون في نيو هامبشاير في مبنى البلدية في كانون الأول الماضي، حيث دعت كلينتون لدعم المسيحيين المضطهدين في الشرق الأوسط والذين يتعرضون لـ "الإبادة الجماعية".

كما قالت كلينتون أن هناك أدلة كافية لتتضافر الجهود ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والذي يهدف ليس فقط إلى تدمير حياة الشعوب هناك، بل يريد القضاء على وجود المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى في الشرق الأوسط، وخصوصاً في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.

ومما يزعج المعارضة السورية بالفعل أن قرار الكونغرس أو الإدارة الأمريكية بغض النظر عن ما إذا كان يتضمن المسيحيين كضحايا كان قد استبعدت الأسد بدوره الفاعل في المجازر، وقد حذرت المعارضة منذ فترة طويلة بأن واحدة من الاستراتيجيات الرئيسية التي يستخدمها الأسد هو تصوير نظامه على أنه حامي المسيحيين والأقليات في سورية، كوسيلة لمناشدة القادة الغربيين.

يقول معاذ مصطفى، المدير التنفيذي لفرقة الطوارئ السورية: "إن إدانة التنظيم دون ذكر الأسد يصب في النهاية في مصلحة النظام المجرم الذي خلق وساعد هذه الجماعة الإرهابية، ومكنها من أداء مهامها، وبهذا يكون الكونغرس قد عكس سياسة البيت الأبيض المضللة والتي تركز على الأعراض بدل الداء والسبب وهو نظام الأسد".

ومن المرجح أن يقوم الكونغرس بتشريع قرار "فورتينبيري" للإبادة الجماعية، لأنه أصبح دعوة استنفرت جميع الجماعات التي تدافع عن المسحيين في الخارج، ولكن أمام الكونغرس مسؤولية الدفاع عن أكبر مجموعة سورية من الضحايا، وهم المسلمون السنة، والذين من الواضح أن أعظم المجازر الوحشية والفظائع قد ارتكبت ضدهم من قبل الأسد وليس من تنظيم الدولة الإسلامية.

مقالات ذات صلة

رأس النظام يعين فيصل المقداد نائبا له

تركيا تنفي تحديد موعد ومكان لقاء أردوغان وبشار

مقتل عدد من ضباط وعساكر قوات النظام على حدود البادية وسط سوريا

رأس النظام يعزل دفعة أخرى من القضاة

الخارجية الأمريكية تعلق على حضور بشار الأسد للقمة العربية

الملك الأردني يشتكي من ممنوعات النظام في القمة العربية