بلدي نيوز - (أحمد العلي)
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطائرة التابعة لقواتها الجوية في مطار "حميميم" أسقطت بصاروخ تابع لنظام الأسد، مؤكدة مقتل 15 عنصرا من الجنود الروس كانوا على متن الطائرة.
القيادي في "جيش العزة" العقيد الطيار "مصطفى بكور"، قال لبلدي نيوز "الغبي من يصدق أن إسقاط الطائرة الروسية في سماء الساحل السوري من قبل الدفاعات الجوية الأسدية والإيرانية كان خطأ، الحقيقة أن الخلافات الروسية مع الأسد ومن خلفه إيران بدأت تتشعب منذ وافق الروس على إخراج إيران من سوريا بناء على ضغط أمريكي إسرائيلي، وقد تجلت هذه الخلافات بأوضح صورها باستفراد روسيا وتركيا بالاتفاق النهائي لوضع إدلب البارحة في سوتشي".
وأضاف؛ "بعد بيع الأسد وإيران بصفقة غير معلنة من روسيا والمملكة العربية السعودية وخلفها أمريكا، بدأ الأسد وإيران بالتخبط، فإيران تريد نقل المعركة شرق الفرات نحو "قسد" للضغط على أمريكا بحجة السيطرة على الموارد الطبيعية لإعادة الإعمار، بينما يريد الأسد العودة للمجتمع الدولي كرئيس شرعي بانتصاراته المزعومة على "الإرهاب" لإدارة عملية إعادة الإعمار".
وأشار إلى أن بوتين يحاول تلافي الانهيار الاقتصادي لبلده بسبب العقوبات الغربية على روسيا من خلال صفقات يلتف فيها على العقوبات، ويتجاوز فيها التأثير الأمريكي المباشر، ولن يكون رأس الأسد أهم من كرسي الرئاسة الروسية الذي سيتزحلق من تحته، فيما لو انهار اقتصاده كما تخطط له أمريكا وحلفائها، لذلك عقد صفقة التخلص من الأسد وإخراج إيران من سوريا، وهذا ما أدركته إيران وروسيا مؤخرا، وأن دورهما انتهى، وبالتالي إشغال إيران في ترتيب بيتها وأزمتها الداخلية.
ونوه إلى أن عدة رسائل متتالية بدأت روسيا توجهها لإيران والأسد وبشكل غير مباشر ومنها، "سهيل الحسن" النمر البديل المقبول روسيا للأسد، وعمل الروس على حل كافة عصابات الشبيحة الموالية لإيران في أكثر من مكان، وما تردد أكثر من مرة عن تنسيق الروس مع الإسرائيليين لعدم التصادم في الأجواء السورية عند قيام الطيران الإسرائيلي بضرب المواقع الإيرانية، والعائلات العلوية العريقة التي بدأت تتحرك ضد عائلة الأسد بذريعة الفشل في إدارة الأزمة والتضحية بالشباب العلويين بشكل غير مبرر، الأمر الذي أدى إلى تصريح برلماني إيراني مؤخرا بأن العلويين في سوريا يفضلون الإسرائيليين على الإيرانيين.
وأردف، "هنالك رسائل مقابلة من الطرف الأخر توجه إلى روسيا من قبل إيران والأسد، لكنها مباشرة هذه المرة للدلالة على أن صبرهم قد نفذ على المتاجرة الروسية بهم ومن هذه الرسائل: مقتل 3 عناصر من الشرطة العسكرية الروسية في ريف اللاذقية على يد عصابات الشبيحة التابعة لإيران، ورفض الإيرانيين والميليشيات الطائفية التابعة لهم الانصياع للأوامر الروسية بالمشاركة بمعركة إدلب، مما أحرج الروس كثيرا واضعف موقفهم بالتفاوض مع تركيا".
وأضاف "جاءت الرسالة الأقوى الليلة الماضية بإسقاط الطائرة الروسية الـ 20 التي تعتبر من أكثر الطائرات العسكرية الروسية أهمية، حيث تعتبر هذه الطائرة غرفة عمليات وقيادة جوية وتقوم بمهام الاستطلاع والتجسس والتشويش والتوجيه والقيادة بكافة الأجواء، وتستطيع قيادة النيران الأرضية وقيادة الطيران بالجو وتوجيهه إلى أهدافه على مسافات كبيرة، والمختصين بالطيران والحرب الألكترونية يدركون حجم الخسارة الكبيرة التي تعرضت لها روسيا بسقوط هذه الطائرة التي تشابه إلى حد كبير بمهامها الطائرة الأمريكية الأواكس، وربما تتفوق عليها في بعض المواصفات".
وذكر أنه بعد كل ما جرى على الساحة السورية من حروب واتفاقيات وتقاسم مصالح وقتل وتهجير يستطيع المتتبع للأحداث في الأشهر الأخيرة، أن يستنتج أن الإرادة الأمريكية هي من كانت تتحكم بدقة الصراع وتديره عن طريق الدول المحيطة والمتدخلة، وخاصة روسيا وإيران وتركيا والأردن ودول الخليج ومصر وأوروبا، والآن فإن الولايات المتحدة الأمريكية حصلت على ما تريد من الأزمة السورية، وقررت إنهاءها وسيكون رأس الأسد ومعاونيه وطائفته هم الضحية، حسب قوله.