بلدي نيوز- (محمد وليد جبس)
أصدر "منسقو الاستجابة" في الشمال، مساء أمس الإثنين 17 اَيلول، بياناً أكدوا من خلاله توصل تركيا وروسيا إلى تهدئة في منطقة "خفض التصعيد" الأخيرة شمال سوريا، بالاتفاق على أن تكون منطقة منزوعة السلاح بين مناطق سيطرة المعارضة ومناطق سيطرة قوات نظام الأسد وحلفاؤه، بعد أن اصبحت مناطق الشمال السوري على مدار السبعة سنوات تحتضن أكثر من أربعة مليون سوري، بينهم أكثر من مليون مهجر قسرياً ونازح.
وجاء في بيانهم، بعد الاجتماع الذي تم اليوم في مدينة "سوتشي" الروسية بين الجمهورية التركية والطرف الروسي حول منطقة "خفض التصعيد" الأخيرة الشمال السوري، والتوصل إلى تهدئة فيه، وإيجاد منطقة منزوعة السلاح بين مناطق الشمال السوري والمناطق التي تسيطر عليها قوات النظام وروسيا في باقي مناطق سوريا، ومع احتضان الشمال السوري أكثر من أربعة ملايين سوري بينهم مليون مهجر قسري ونازح على مدار سبعة سنوات، تبدأ اليوم مرحلة جديدة في مسار الشمال من خلال البدء بعمليات الاستقرار في المنطقة بشكل عام، والتي تتطلب جهودا كبيرة من جميع الأطراف الداخلية والدولية.
وشدد منسقو الاستجابة، على العمل من قبل الدول الغربية والمجتمع الدولي على المساهمة في تثبيت الاستقرار من جديد في المنطقة، وزيادة العمل من قبل المنظمات الدولية، وأبرزها الأمم المتحدة على تقديم المساعدات الأساسية للبدء بمشروعات تنموية تساهم في تحسين الواقع المعيشي للمواطن السوري، والعمل من قبل الهيئات والمنظمات الإنسانية المحلية على إحصاء ودراسة المتطلبات الأساسية للمدنيين.
ولفت على متابعة الحكومة التركية جهودها المتواصلة بفعالية في الشمال السوري والتي توجهت بإيقاف العمليات والهجمات العسكرية من قبل قوات النظام على منطقة "خفض التصعيد" الأخيرة، وذلك من خلال توسيع الحركة التجارية والمساهمة في عمليات إعادة إعمار ما دمرته قوات النظام وروسيا خلال الأعوام السابقة.
وأشار على ضرورة العمل من قبل الصناعيين والتجار السوريين المتواجدين في الداخل أو خارج الشمال السوري، على إعادة عجلة الإنتاج وزيادة حركة السوق التي تؤثر بشكل إيجابي على كافة الفئات في الشمال السوري، من خلال خلق فرص عمل جديدة تساهم في رفع سوية الدخل للعائلات المتواجدة في المنطقة.
وأكد على أنه يتوجب العمل من قبل المجالس المحلية المنتشرة في الشمال السوري على البدء بتشكيل لجان خاصة تكون معنية بالملفات المستعجلة كـ (لجنة إعادة الاستقرار ولجنة إعادة الإعمار) تكون مهامهم بحصر الأضرار والدمار المنتشرة في المنطقة، وعرض جميع الملفات على المهندسين والمختصين المتواجدين في المنطقة، للبدء بإعداد دراسات كاملة بموجب التقارير الصادرة عن اللجان المذكورة أعلاه بحيث تتوافق مع المرحلة الجديدة.
ودعا منسقو الاستجابة إلى العمل من قبل مختلف الفئات الشعبية بالبدء بتشكيل إدارة مدنية حقيقية تمثل تطلعات أربعة ملايين شخص متواجدين في الشمال السوري، بحيث تكون بعيدة عن الارتباط بأجندات عسكرية أو سياسية لا تمثل إلا نفسها، والابتعاد عن التشكيلات والتجمعات القديمة التي لم تحقق المتطلبات الأساسية للشعب السوري وخاصة في السنوات الأخيرة.
يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب اردغان وفلاديمير بوتين توصلا يوم أمس الاثنين إلى تهدئة في منطقة خفض التصعيد الأخيرة في الشمال السوري، وإيجاد منطقة منزوعة السزلاح والعمل على تجنيب المنطقة أي نوع من أنواع الصراع الذي سيتسبب بكارثة إنسانية تهدد اربعة مليون مدني تحتضنه المنطقة.