بلدي نيوز - (أحمد عبد الحق)
عانى جيش النظام طيلة السنوات الماضية من الحرب الدائرة ضد الشعب السوري، من حالة تفكك وخسائر كبيرة على الصعيد البشري؛ جراء الانشقاقات التي عصفت بفرقه وكتائبه، إضافة لحجم الخسائر الكبيرة التي تكبدها بشرياً في معاركه ضد الشعب السوري.
هذه الخسائر دفعته للاعتماد على الميليشيات العابرة للحدود، اللبنانية والإيرانية والأفغانية والعراقية والفلسطينية، إضافة لميليشيات الدفاع الوطني المحلية، والتي ساهمت بشكل كبير برفد قوات الأسد مع عزوف قسم كبير من الشباب عن الالتحاق بجيشه والخروج من سوريا عبر طرق التهريب إلى دول اللجوء.
مؤخراً ومع توسع النظام بمساندة حلفائه والميليشيات التي استخدمها طيلة السنوات الماضية، السيطرة على مساحات كبيرة من سوريا، مكنته اتفاقيات "المصالحات" من رفد جيشه بآلاف الشباب الجدد، ليكونوا ضمن قواته، فباتت الميليشيات بأنواعها مصدر عبء كبير على النظام من عدة جوانب، منها عدم القدرة على ضبط تصرفاتها وتملكها السلاح وكذلك عدم القدرة على الاستمرار في دفع رواتب عناصرها التي خصصها لهم لإغرائهم في العمل ضمن هذه القوات، إضافة للحوافز الأخرى من عمليات "التعفيش" والسطو والسلب التي كان يسهلها لهم.
وأفادت تقارير عدة من مناطق النظام، أنه بدأ بمرحلة تقويض سطوة هذه الميليشيات، وبدأ بملاحقة متزعميها واعتقالهم أو التخلص منهم بتهم عديدة، إضافة لإعطائه أوامر بحل عدد من هذه الميليشيات، ووقف عمليات الانتساب لها، وتحجيمها في المناطق التي تتمركز فيها وكف يدها عن صلاحيات كبيرة كانت تتمتع بها.
لم يقف الأمر على الميليشيات المحلية بل تعداه أيضاً للميليشيات الفلسطينية المساندة للنظام، حيث تحدثت مصادر فلسطينية أن حركة "فلسطين حرة" و"فتح الانتفاضة" ومنظمة "الصاعقة" وهي ميليشيات فلسطينية محلية، سرّحت العشرات من كوادرها المقاتلة مع النظام في سوريا، وقطعت رواتبهم مكتفية ببعض العناصر في مخيم اليرموك.
ويرجع مراقبون هذه التصرفات إلى أنها جاءت بدفع روسي للتخلص من الميليشيات الغير منظمة (التي تستطيع إيران الاستفادة منها) وإلحاق جميع القوات المسلحة بجيش النظام، وفق خطة مرحلية لفترة معينة يجب أن يتمكن فيها النظام من حصر السلاح في أيادٍ معروفة ومرتبطة بقيادة عسكرية محددة وضمن المناطق التي تريد فقط، أي العودة لمرحلة "الجيش المنظم" كون جل هذه الميليشيات لم تعد ذات أهمية بالنسبة له مع اقتراب الوصول لمرحلة انتهاء المرحلة العسكرية.