بلدي نيوز - (حذيفة حلاوة)
تتصاعد وتيرة المعارك في البادية السورية وخاصة ريف السويداء الشرقي بمشاركة الآلاف من عناصر قوات النظام والميليشيات المساندة له، ودعم جوي روسي، في معركة تهدف للقضاء على تنظيم داعش، بعد فشل معركة مشابهة خلال شهور.
وأعلنت قوات النظام مدعومة بالآلاف من عناصر الميليشيات المحلية في محافظة السويداء وفصائل المصالحات عملية عسكرية بداية الشهر الحالي، بهدف القضاء على تنظيم داعش في الريف الشرقي، كانت أولى تداعياتها الرفض التام لمشاركة فصائل المصالحات في العمليات العسكرية والتهديد بقتلهم من قبل الميليشيات المحلية، مما أجبر روسيا على سحبهم.
فيما لم تتسم معارك قوات النظام والميليشيات المحلية المساندة له، بأي طابع قتالي ومواجهات مع تنظيم داعش، حيث يحاول التنظيم الانسحاب من مواقعه في البادية وتجنب المواجهات المباشرة، بسبب اعتماده في تلك المنطقة على الهجمات السريعة المباغتة، وعدم التمركز في تلك المنطقة أمام القوة النارية والبشرية الهائلة التي حشدها نظام الأسد وميليشياته في بادية السويداء.
وفي الوقت ذاته، يرجح ناشطون محليون أن تكون معارك السويداء بهدف إظهار نظام الأسد كحامي الأقلية، في الوقت الذي كان هو من سهل وصول عناصر تنظيم داعش إلى بلدات ومدن السويداء، وقيامهم بتنفيذ هجماتهم وسط المدينة، مخلفا مئات الشهداء من المدنيين، مما يرجح عودة التنظيم إلى تلك المناطق بعد فترة زمنية ليست بالقصيرة، كون المعارك لا تأخذ طابع المواجهة الحقيقي، واعتماد التنظيم على الانسحاب تجنبا لتكبده الخسائر.
فلا تزال وسائل إعلامية موالية لنظام الأسد تتحدث عن تقدم عسكري هائل في بادية السويداء الشرقي، والتي تتميز بطابع بركاني وصحراوي مكشوف مما يسهل عمليات القصف المركز، ويبعد احتمالات التمركز من قبل تنظيم داعش في المنطقة بسبب الطبيعة الجغرافية، فقد قالت قوات النظام إنها سيطرت على مساحات تصل لأكثر من 35 كيلو مترا مربعا دون أن تظهر أي مقاطع توثق لانسحاب عناصر لتنظيم داعش، أو حتى جثث عناصره، إذ من المتوقع انسحاب عناصر التنظيم باتجاه عمق البادية السورية.
يذكر أن معارك بادية السويداء سبقها أمران مهمان، أولهما بدء قوات النظام منذ شهور عملية عسكرية مشابهة للعملية العسكرية الحالية بذات الأهداف والمنطقة ذاتها انتهت دون تحقيق أي تقدم تلاها انسحاب قوات النظام من مواقعها، وهجوم تنظيم داعش على قرى وبلدات ريف السويداء الشرقي أواخر شهر تموز الماضي، خلفت مئات القتلى من المدنيين وعشرات المخطوفين.
وأما الأمر الأهم هو زيارة وفد روسي لمدينة السويداء ولقائه قيادات الطائفة الدرزية في المحافظة، حيث تم خلال الاجتماع المطالبة بسحب كامل السلاح الموجود خارج نطاق سيطرة نظام الأسد، وعودة شباب السويداء للخدمة العسكرية في جيش النظام.
هذا وبدأت قوات النظام وميليشياته حملة عسكرية على مناطق سيطرة تنظيم داعش في بادية السويداء منذ شهرين، بعد أيام من نقل المئات من مقاتلي تنظيم داعش من جنوب العاصمة دمشق باتجاه تلك المناطق، الأمر الذي يشابه إلى حد بعيد البداية الحالية والتي تتفق معها بنقل تنظيم داعش من حوض اليرموك بريف درعا الغربي إلى بادية السويداء قبل أيام من بدء المعركة.
ومع إعلان قوات النظام لبدء المرحلة العسكرية الثانية للسيطرة على بادية السويداء، بعد تمكنه من إحكام سيطرته على منطقة تلول الصفا، والمناطق المحيطة بها، من المحتمل أن لا تستمر المعارك في تلك المنطقة لفترات أطول وتنتهي خلال أيام أمام القصف الجوي والبري العنيف، والاعتماد على الكثافة النارية في المعارك وتجنب المواجهات، والانسحاب المتواصل لتنظيم داعش من المنطقة، وعدم تكبد قوات النظام وميليشياته لأي خسائر خلال المعارك، تبرز مسرحية جديدة من صنيعة قوات النظام بقضائه على التنظيم في تلك المنطقة، لن تلبث أن تنتهي مع عودة مجموعاته لها خلال الأشهر وربما الأسابيع القادمة.