بلدي نيوز – (محمد الشمالي)
تحاول مواقع إعلامية إيرانية وروسية، وأخرى مقربة من ميليشيا "حزب الله" اللبناني، التسويق لفكرة انسحاب الحزب من سوريا وعودته إلى قواعده في لبنان، وتعمل هذه الجهات على إيهام العالم أن قيادة الحزب بدأت فعلياً بسحب قواتها، بعد أن أنهت مهامها بقتل الشعب السوري والمشاركة في جريمة العصر.
كانت إيران وعبر ميليشياتها الطائفية "عراقية ولبنانية وأفغانية"، على رأسها ميليشيا "حزب الله" اللبناني، دخلت سوريا إلى جانب نظام الأسد في حربه على الشعب السوري منذ بدايات الحراك الثوري عام 2011.
وشاركت الميليشيات الطائفية بشكل فاعل في قمع المظاهرات السلمية، ومارست جرائم بشعة من خلال عمليات القتل والتطهير العرقي التي مارستها، رغم أنها لم تمنع الثورة من اشتعال جذوتها والتضييق على النظام لحين التدخل الروسي.
وهنا؛ عمل "حزب الله" ومن ورائه إيران، خلال السنوات الماضية، على بناء قواعد ارتكاز أساسية في سوريا، لاسيما في مناطق استراتيجية له كمنطقة "القلمون الغربي" حيث شارك منذ البداية في الحملات الأولى على القصير والقلمون، التي ارتكب فيها عمليات تطهير وطرد للسكان، لتكون منطقة واسعة خاضعة لسيطرته، وشكلت منطقة استراتيجية لنفوذه بين لبنان وسوريا.
كما تمكن الحزب من تمكين قواعده في دمشق العاصمة، وفي حلب، وفي دير الزور وحماة، وعدة قواعد عسكرية منها مطارات وفرق عسكرية ومواقع استراتيجية، على اعتبار أن وجوده في سوريا لم يكون آني، وأنه لن يخرج من سوريا بدون تحقيق ما تصبو إليه إيران في تمكين قبضتها في سوريا بعد العراق لبلوغ البحر المتوسط.
واجه "حزب الله" في الآونة الأخيرة ضربات "إسرائيلية"، استهدفت نقاط ارتكاز أساسية له، كما استهدفت شحنات أسلحة كان يحاول نقلها إلى لبنان، ولكن على الرغم من ذلك لم يتأثر وجوده، إضافة إلى أنه خسر طاقات بشرية كبيرة في الحرب السورية، وعمل على إخفاء خسائره، وهذا ما ألب حاضنته الشعبية في مناطق عدة في لبنان ضده.
ورغم الاعتراض الإسرائيلي مؤخراً على توسع "حزب الله" وميليشيات إيران في الجنوب السوري، واعتبار هذا الأمر من المحرمات بالقرب من حدودها؛ إلا أن هذه الميليشيات تنكرت بالزي الرسمي لقوات الأسد، وشاركت علانية بشكل فاعل في تلك المعارك دون أت تعترض "إسرائيل"، ولعل ذلك مع بدء الحديث عن صفقة روسية أمريكية، ترضي "إسرائيل" وتبعد إيران عنها.
ورغم إنكار إيران لتواجدها العسكري في سوريا، وأنه يقتصر على المستشارين، إلا أنها تبدي رفضها الخروج من سوريا في كل مناسبة، وتسعى من خلال ميليشياتها تثبيت وجودها عبر تجنيس الآلاف من أتباعها، وعبر نشر التشيع، وتمكين قبضة الشركات الإيرانية، ومكاتب شراء العقارات والمنازل في مناطق عدة في دمشق ودير الزور، ليكون إعلان الخروج ما هو إلا فقاعات إعلامية أهدافها سياسية.