بلدي نيوز-(أحمد عبد الحق)
استطاع نظام الأسد بدعم من حلفائه الروس والإيرانيين، تمكين سياسية الاتفاقات والتهجير في مناطق عديدة في سوريا، بعد حصار وقصف متواصل لسنوات، أوصلت الفصائل العسكرية والفعاليات المدنية فيها على اختيار الحل الذي يجنبها القصف والويلات ضمن الشروط المذلة التي تفرض عليهم.
ومع بسط النظام سيطرته على مناطق واسعة أخرها الغوطة الشرقية وحمص والقلمون، باتفاقيات بين الفصائل وروسيا، أعطت الحق للراغبين بالتسوية مع النظام بالبقاء في تلك المناطق لاسيما من فئة الشباب، والذين سيتحولون لاحقاً لصيد ثمين للنظام لرفد قواته من الجيش والميليشيات المحلية ولأضاحي على مذبح بقائه في الحكم.
ومع مراوغة الضامن الروسي في تنفيذ الاتفاقيات الموقع للتهجير في منع قوات الأسد من التدخل في شؤون المناطق التي وقعت على هذه الاتفاقيات، يجعل الشباب أمام خيارات محدودة تنحصر بين السجن والموت أو الموت.
فأحد أبرز الخيارات المطروحة سابقا كان الهروب من مناطق سيطرة النظام والهجرة خارج سوريا وهذا مافعله قسم كبير من الشباب وتوجهوا إلى دول أوربية عدة لكن هذا الخيار أصبح شبه مستحيل حاليا، فضباط النظام يطلبون ألاف الدولارات لتهريب الشخص من مناطق النظام.
إذا لم يبق أمام شبان مناطق المصالحات إلا الاختباء عن الأعين أو الاستسلام للملاحقة والاعتقال في السجون والموت تحت التعذيب في حال رفضوا قبول الخدمة الإلزامية والدخول ضمن قوات الجيش والميليشيات المحلية لمي يموتوا في الخطوط الأولى للمواجهات مع الفصائل وداعش.
حيث يوجد في مناطق المصالحات (كما يسميها النظام) عشرات الألاف من الشباب الذين فضلوا البقاء فيها ولم يخرجوا ضمن قوافل التهجير وهم اليوم يدفعون ثمن ثقتهم بالنظام، فقد بات هؤلاء رافداً كبيراً لنظام الأسد في تعزيز طاقته البشرية، ليكونوا أمام خيارين؛ الموت تحت التعذيب أو الموت دفاعا عن كرسي الأسد.