بلدي نيوز-(أحمد عبد الحق)
قال الدكتور "منذر خليل" مدير صحة إدلب، إن النظام وحلفائه منذ بداية الحراك الشعبي في سوريا يسعون جاهدين لقتل كل أشكال الحياة في المناطق المحررة، إضافة لنشر الفوضى والرعب بين المدنيين، لدفعهم للهجرة خارج سوريا.
وأضاف "خليل" في حديث لشبكة بلدي نيوز أن القطاع الطبي في المناطق المحررة كان ولايزال مستهدفاً، كرد على انحياز القطاع لقيمه ومجتمعه، من خلال تضميد جراح المتظاهرين وتخفيف آلام الناس، منذ بداية الثورة السورية واستهداف النظام للمتظاهرين السلميين.
وبين الدكتور أن المنشآت الطبية ولاسيما المشافي تعرضت لاستهداف بمئات الغارات الجوية من قبل النظام وحلفائه كما واستهدفوا كل الأنشطة الصحية حتى حملات اللقاح، وقاموا باعتقال الكثير من الكوادر الطبية والتنكيل بهم، لافتاً لوجود مئات المغيبين قسراً والمخطوفين من قبل أجهزة النظام المختلفة.
وأكد خليل لبلدي نيوز أنه وبالرغم من كل الصعاب ظل هذا القطاع صامداً عصياً على الكسر بهمة كوادره وبحماية المجتمع له، ووصل إلى مراحل متقدمة في خدمة المجتمع حيث بلغ عدد المستفيدين شهرياً من الخدمات الطبية المجانية حوالي ٥٠٠٠٠٠ مستفيد، وحافظ القطاع على حياديته على الرغم من حالة الاستقطاب الغير مسبوقة في المجتمع والتزم بتقديم الخدمة لكل الناس دون تمييز بسبب العرق أو الدين أو المذهب أو الانتماء السياسي.
وأشار الدكتور في حديثه إلى أنه ومع نهاية عام ٢٠١٧ وبداية عام ٢٠١٨ ظهر شكل جديد من التحديات الغير مسبوقة تجلت بالاعتداء المباشر على بعض المنشآت والكوادر الطبية، حيث تمت سرقة عدة سيارات إسعاف وتفجير سيارات أخرى، وأخيراً خطف بعض الكوادر الطبية وطلب فدية لقاء الإفراج عنهم ، كما حصل مؤخراً مع د، محمود مطلق.
ورأي خليل أن إيجاد حلول جذرية لمثل هذه المشاكل يتطلب العمل على حوكمة المنطقة واساس ذلك برأيه سيادة القانون، الذي يرتكز على شيئين أساسيين وهما القضاء والشرطة، لافتاً إلى أن الواقع الحالي وحالة التشظي الفصائلي من غير المتوقع أن يكون لدينا قضاء شرعي موحد، يستمد شرعيته من المجتمع وبالتالي غير المتوقع أن يكون لدينا جهاز شرطة مرتبط مع القضاء وبالتالي مسألة سيادة القانون غير متاحة على المدى القريب.
ورجح "د. منذر خليل" حالات الخطف وطلب الفدية في حديثه لبلدي نيوز إلى إمكانية وقوف النظام خلفها، إضافة لأنه قد يكون هناك عناصر منضوين ضمن فصائل أو تنظيمات معينية ونتيجة توقف تمويلها في اطار اتفاقيات خفض التصعيد وتوقف المعارك من المتوقع أن قسم من هؤلاء الشباب سيتحول لشكل من أشكال العصابات المسحلة، في ظل عدم وجود فرص عمل وعوامل أخرى قد تدفعهم لسلوك هذا المنحى وهو شيء متوقع برأيه.
وقدم الدكتور نصيحة للمجالس المحلية لاستيعاب هؤلاء الشباب والاستفادة من طاقات هؤلاء الشباب وتحويلهم لشرطة محلية لتأمين المنطقة بدلاً من إشاعة الفوضى، مؤكداً أن أي جهة كانت متورطة بهذه العلميات فهي تخدم أجندة النظام في إثارة الفوضى في المحرر ومنع تقديم نموذج ناجح في إدارتها.