بلدي نيوز
ألمحت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية إلى إمكانية تقديم الولايات المتحدة بعض التنازلات لصالح روسيا في سوريا، نظرا لقلقها بشأن مصير جنوب سوريا، لافتة إلى أن التنازلات تتمحور في إمكانية تفكيك قاعدة "التنف"، وإجلاء قوات المعارضة إلى شمال سوريا، بحسب خطة مقترحة من قبل الخارجية الأمريكية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، وفقا لما يعتقده عدة خبراء، أن الولايات المتحدة يمكن أن تتخذ مثل هذه الخطوة، مقابل عدم سماح روسيا بتواجد إيران على الحدود الجنوبية السورية، ولا يعد هجوم قوات الأسد على المناطق الجنوبية، التي تعتبر جزءا من منطقة خفض التصعيد وفقا لاتفاقيات عمان، بحضور كل من روسيا والولايات المتحدة والأردن، خلال سنة 2017، أمرا مستبعدا.
وأوضحت أن التهديدات، بشأن تنفيذ عملية هجومية في جنوب سوريا، أثارت انزعاج الولايات المتحدة الأمريكية، لافتة إلى أن مسألة تفكيك قاعدة "التنف" العسكرية الأمريكية، الواقعة على الحدود مع الأردن والعراق، تعد من بين التنازلات المحتملة التي ترغب الولايات المتحدة في تقديمها، لا سيما أن ذلك يمثل مطلبا توجهت به موسكو سابقا لواشنطن.
وأفادت الصحيفة، نقلا عن أنطون مارداسوف، الخبير العسكري ورئيس قسم دراسات نزاعات الشرق الأوسط في معهد التنمية المبتكرة أن "قاعدة التنف مهمة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، لا فقط باعتبارها وسيلة ضغط اقتصادي على بشار الأسد، حيث تغلق الطريق بين دمشق وبغداد، بل تعتبر نقطة لمراقبة النشاط الإيراني أيضا".
وأوضحت الصحيفة أن الأمريكيين استطاعوا، في الآونة الأخيرة، تأسيس قاعدة عسكرية على الأراضي الأردنية، المجاورة للحدود السورية حيث تثبت صور الأقمار الصناعية وجود طائرات، فضلا عن الطائرات من دون طيار، فيها. ويسمح ذلك للولايات المتحدة برصد جميع التحركات، وبالتالي، إخلاء قاعدة التنف، وذلك بحسب مارداسوف.
علاوة على ذلك، يعتقد الخبير الروسي أن الولايات المتحدة يمكن أن تفكك قاعدتها العسكرية سعيا منها للحفاظ على الاتفاقية المبرمة مع روسيا بشأن منطقة خفض التصعيد في الجنوب الغربي لسوريا، مقابل تأثير روسيا بطريقة أو بأخرى على النشاط الإيراني في الجنوب السوري.
وكان أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم الاثنين، عن أمله بسحب القوات الأمريكية من التنف جنوب شرقي سوريا، معتبراً أن الاتفاق على إنشاء منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سوريا كان ينص بداية على سحب جميع القوات غير السورية من هذا الجزء من البلاد.