بلدي نيوز
بدأت تظهر مؤشرات، على أن الوجود الإيراني لم يعد مقبولا في المناطق التي توسعت فيها إيران على أسس مذهبية وطائفية، سواء في العراق أو سوريا، ويأتي ذلك بالتزامن مع الضغوطات الأمريكية على وجه الخصوص تجاه إيران.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن النفوذ المتمدد لـ إيران في الشرق الأوسط، والذي يتعرض أصلا لضغوط أميركية، يواجه مقاومة متزايدة داخل العراق وسوريا.
واستعرضت الصحيفة في مقال لها حالة الاستياء في العراق من التدخل الإيراني، منوهة إلى أنها طالت حتى الوسط الشيعي هناك، وهذا الموقف انعكس في فوز رجل الدين العراقي مقتدى الصدر في الانتخابات الأخيرة.
وهذا التململ بات يمثل تحديا آخر لطهران، التي تحاول الحفاظ على مكاسبها في المنطقة، وتفادي عزلة دولية عقب القرار الأميركي بالانسحاب من اتفاق النووي، بحسب الصحيفة.
ورأت الصحيفة أنه حتى في العاصمة دمشق، بدأ غالبية السكان يتهمون إيران بإثارة "التوترات الدينية"، لافتة إلى أن روسيا، وهي الشريك الأجنبي الرئيسي لبشار الأسد، أظهرت تململا من الوجود العسكري الإيراني المتنامي هناك، والذي دفع بـ "إسرائيل" إلى احتوائه بالعديد من الغارات مؤخرا.
وقالت الصحيفة أنه مع إصرار إسرائيل على عدم السماح للوجود الإيراني بالاستمرار في سوريا، فإن هذا الوجود قد أصبح عبئا متزايدا على الأسد الذي يسعى حاليا لتعزيز مكاسبه.
واستبعد الخبير في العلاقات السورية-الإيرانية، الأستاذ بجامعة ويبستر بسانت لويس بأميركا، جوبين غودارزي، تنازل إيران عما أسماها "مكتسباتها الغالية" في سوريا.
وقال "إن لدى إيران إحساسا بأنها مالكة حق في سوريا، لأنها أنفقت كثيرا من المال والطاقة والأرواح وتتطلع حاليا للحصول على عوائد تلك النفقات".
ويستدرك غودارزي بأنه إذا زادت الضغوط على إيران، فربما تبدأ في التفكير في الخروج بأقل خسائر ممكنة، ومن المرجح أن تبدأ بتقديم تنازلات بسوريا، لكن من الصعب التراجع عن مكتسباتها في العراق.
المصدر: الجزيرة