بلدي نيوز – (عبدالعزيز الخليفة)
تقدم تنظيم "الدولة" بشكل ملحوظ في مدينة ديرالزور وريفها خلال اليومين الماضيين، وسيطر على قرية البغيلية ومخازن عياش الاستراتيجية، كما تقدم في حي الموظفين على حساب قوات النظام التي خسرت عشرات القتلى في الاشتباكات، وتواترت أنباء عن إصابة العميد "عصام زهر الدين" قائد عمليات النظام بالمدينة -إن لم يكن أشاع الخبر ليهرب من المدينة طبعا- وفق نشطاء.
طيران الروس والنظام شن عشرات الغارات على المناطق التي تقدم فيها التنظيم، ما يعني أن النظام متمسك بالمدنية.
وفي ريف حلب الشرقي، تقدم النظام بشكل ملحوظ باتجاه مدينة الباب، بعد أسابيع من سيطرته على مطار كويرس مؤخرا، كما سيطر تحالف سورية ديمقراطية على سد تشرين على نهر الفرات، وبدأ التحضير لمعركة السيطرة على مدينة منبج، والتي تتعرض لقصف مكثف من قبل الطيران الروسي وطيران التحالف تمهيدا لهجوم القوات المدعومة من الطرفين عليها.
المراقب لسير العمليات العسكرية شرق وشمال سورية، يعلم أن مدينة الباب ليست بتلك الأهمية التي تجعل نظام الأسد يقايض عليها التنظيم مقابل مدينة نفطية كبيرة ورمز سيادي مهم له بحجم دير الزور، خاصة مع اقتراب قوات سوريا الديمقراطية من مدينة منبج والهدف الثاني للأخيرة -إن نجحت في السيطرة على منبج- سوف تكون الباب، وهي حليفة وصديقه للنظام والروس.
ويرى مراقبون أن تنظيم الدولة يعتبر ريف حلب الشرقي مثل عموم محافظة حلب مهما جدا بالنسبة له، وهو غير مستعد للتخلي عنه بأي شكل من الأشكال، ومعركة دير الزور بالنسبة للتنظيم على الأغلب تشبه معاركه في قلب مدينة الحسكة التي هدفت الى تشتيت التحالف الدولي وإحراجه بإجباره على التعاون مع النظام في التصدي للتنظيم بالحسكة، وقد يكون الهدف الأهم له من المعركة هو السيطرة على مخازن عياش الاستراتيجية من قوات النظام، وهذا ما حصل، وقال ناشطون إن التنظيم سيطر على مضادات دفاع جوي في مخازن عياش، مشيرين إلى أن هدف تنظيم الدولة من العملية ليس السيطرة على المدنية، بل الاستيلاء على أسلحة النظام المخزنة في قطعه العسكرية، للعودة بها لحلب وخوض معركة منبج وريف حلب الشمالي، وربما حتى الدفاع عن الرقة في حال تم الهجوم عليها.
وقال المحلل العسكري راني جابر أنه من الممكن أن يحقق التنظيم نتائج مهمة في شمال الرقة وشرق حلب ضد قوات سوريا الديمقراطية بشكل خاص التي سيطرت على مساحات واسعة تفوق قدرتها على حمايتها، كما حصل مع القوات العراقية في الرمادي، وهذا سيناريو من بين عدة سيناريوهات متوقع أن يرد بها التنظيم على الجبهات التي يقاتل عليها في سوريا وخاصة ضد الثوار شمال حلب، وقوات سوريا الديمقراطية شرق حلب وشمال الرقة.
