بلدي نيوز – (عبدالعزيز الخليفة)
استخدمت روسيا حق النقض أمس الثلاثاء للمرة 12 في مجلس الأمن لصالح نظام الأسد، وهو الفيتو رقم ستة المتعلق بوقف مشاريع قرارات بالمجلس الأممي حول استخدام الكيماوي في سوريا، وبذلك أحبطت روسيا أي جهد أممي متعلق بالشأن السوري، وتقدمت بمشروعي قرارين لم يوافق عليهما مجلس الأمن.
والفارق بين آلية التحقيق بارتكاب الهجمات الكيميائية، التي تريدها واشنطن وحلفاءها وعمل فرق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية هو أن آلية التحقيق يوكل إليها تحديد الجهات المسؤولة عن الهجمات الكيميائية وهذا ما تريده واشنطن، أما منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يمكن لها القول فقط ما إن استُعمل الكيميائي أم لا، دون الحق بتحديد المسؤولين عن الهجمات، والثاني ما تريده موسكو.
ولم تكتف روسيا بوقف توصل مجلس الأمن لأي قرار ضد حليفها بشار الأسد، الذي تسانده ضد الشعب السوري منذ بداية حرب النظام على الشعب في سوريا بعام 2011، وصولا إلى التدخل العسكري المباشر في عام 2015.
وتبدو روسيا ورغم إفشالها لقرارات مجلس الأمن متخبطة هذه المرة، على عكس المرات السابقة، فتطالب بالتهدئة وتعد بتقديم تسهيلات للمحققين الدوليين في سوريا، وتعود للتهدد بالرد العسكري على أي قصف في سوريا، مهددة في أن تتجاوز صواريخها إسقاط الصواريخ الغربية والأمريكية إلى قصف مواقع إطلاقها كما جاء على لسان سفير موسكو في بيروت.
ويرى مراقبون أن أمريكا وحلفاءها كانوا يحتاجون إلى الفيتو الروسي هذه المرة، لتبرير التدخل العسكري في سوريا ضد نظام بشار الأسد بشكل يظهر واشنطن كقوة دولية تمتلك زمام المبادرة وجميع عُقد الحل في سوريا.
وحسب تقارير إعلامية فإن الموقف الغربي والأمريكي متفق على الرد على بشار الأسد إزاء استخدام الكيماوي في دوما، حيث أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظريه الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، ما يعني أن الرد الغربي على كيماوي الأسد سوف يكون أوسع من الرد السابق على قصف مطار الشعيرات الذي جاء بعد قصف النظام لمدينة خان شيخون بالكيماوي.
وكدليل على نبرة التحدي الأمريكية بمواجهة روسية، قال الرئيس الأمريكي في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، روسيا تتعهد بأنها ستسقط كل الصواريخ التي ستطلق على سوريا، استعدي يا روسيا لأنهم سيأتون أنيقون وجدد وأذكياء! لا يجب عليكم أن تكونوا شركاء مع حيوان قاتل بالغاز، ومن يقتل شعبه ويستمتع بذلك!
بالمقابل قالت الخارجية الروسية في ردّها على تصريح ترمب، إن الصواريخ الذكية ينبغي أن توجه صوب الإرهابيين وليس "حكومة شرعية" في إشارة إلى حكومة بشار الأسد، مشيرة إلى أن الصواريخ الأمريكية قد تدمر جميع الأدلة المتعلقة باستخدام الكيميائي على الأرض.
يقول السفير الأمريكي السابق في دمشق، روبرت فورد، إن الاسد خط أحمر بالنسبة لروسيا، وردا على سؤال من شبكة "سي. أن. أن" عن إمكانية الإطاحة بالأسد نتيجة الضربة العسكرية، استبعد فورد ذلك لسبيين الأول كون الأسد خطًا أحمر بالنسبة لروسيا، معتبرا أن إسقاط الأسد سيجعل أمريكا في مواجهة مباشرة مع روسيا، مشيراً إلى أن الضربة الجوية ستكون فقط رسالة من أجل إيقاف استخدام الأسلحة الكيماوية.
لكن الضربة الأمريكية الغربية وأن لم تكن قاضية على "الأسد"، إلا أنها سوف تكون أكبر من الضربة السابقة على مطار الشعيرات، وسوف تعيد المفاوضات إلى مصير نظام الأسد برمته وتجعل من الحل الأممي أي مسار جنيف المسار الوحيد للتوصل إلى حل في سوريا يزيح "الأسد" من الواجهة كحل وحيد قد يجلب المزيد من العزلة لروسيا.