بلدي نيوز – (عبد العزيز الخليفة)
طالب حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "ب ي د" النازحين من عفرين شمالي حلب، والذين تقدرهم الأمم المتحدة بأكثر من 150 ألف مدني بعدم العودة إلى مدينتهم بعد إتمام فصائل الجيش السوري الحر والجيش التركي السيطرة عل المدينة وما حولها، ضمن عملية "غصن الزيتون"، في الوقت نفس تعرضت القيادات في "ب ي د" لانتقادات لاذعة من قبل الناشطين الأكراد والسياسيين بسبب مواقفهم.
ورفضت إلهام أحمد القيادية في مجلس سوريا الديمقراطية المشكل من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" الدعوات التي تشجع أهالي عفرين إلى العودة لديارهم، قائلة " ندعو أهالينا إلى عدم الانجرار وراء دعوات الرجوع في الظروف الحالية، لا تزال المعارك مستمرة، ولا زال الدواعش والارهابي التركي متربصين بالمدنيين، لا تزال عمليات السطو والنهب مستمرة. حياتكم أغلي من غسالة. وأرضكم أغلي من الروح أيضا. لذلك يجب التمهل والانتظار إلى أن تتحرر عفرين" من الجيش التركي والجيش الحر" على حد وصفها.
وأضافت "أحمد" في منشور لها على صفحتها بموقع فيسبوك، "وحدات حماية الشعب قطعت العهد بانها ستحرر عفرين وستفعل، وما على أهلنا إلا الصبر ومساعدة القوات بصبرهم ودعمهم بالمعنويات والإصرار. ظروف النزوح صعبة جدا. لكنها ليست أصعب من أن يعتدي داعشي او تركي على كرامتنا وشرفنا. بصمودكم لن يحدث التغيير الديمغرافي ولن يستمر الاحتلال".
وقد تعرضت القيادية في مجلس سوريا الديمقراطية لانتقادات من قبل المعلقين على منشورها، حيث طالبوها بالعيش مع النازحين من عفرين، بما أنها تطالبهم بعدم الرجوع، كما قارنوا منشورها الحالي بمنشور سابق كانت تطالب فيه أهالي عفرين بالثبات فيها وعدم النزوح معها حين كانت عملية "غصن الزيتون" على أشدها.
كما دعا الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، آلدار خليل، المدنيين النازحين من عفرين إلى المقاومة وعدم عودتهم إلى منازلهم، واصفاً العودة بـ القفص المغلق، بعد سيطرة فصائل الجيش الحر والجيش التركي خلال عملية "غصن الزيتون" على المدينة وريفها.
من جهته انتقد القيادي في المجلس الوطني الكردي السوري فؤاد عليكو بشدة، تصريحات آلدار خليل وإدارة حزب الاتحاد الديمقراطي، ومنع المدنيين من العودة، وسياسة تفخيخ المنازل في مدينة عفرين وريفها واعتبر تلك الممارسات تدخل في سياق تهجير الكرد من أرضهم على حد وصفه.
وأكد ناشطون أكراد أن الأهالي يحاولون العودة إلى قراهم رغم الصعاب والألغام المزروعة من قبل الوحدات الكردية، وفق ما نقلت مواقع كردية.
منعت قوات النظام والوحدات الكردية المتمركزة في حاجز (الزيارة) قرب قرية (تنب) شمالي حلب، منعت 200 عائلة من مدينة عفرين من العودة إليها.
وقالت مصادر من المنطقة لبلدي نيوز، "إن العائلات التي يقدر عددها بأكثر من 1000 شخص، احتجت على قرار منعها من العودة أمام الحاجز الذي تتركز في مليشيات من بلدتي نبل والزهراء أيضا، ما دفع عناصر الحاجز لإطلاق الرصاص لإجبارهم على العودة".
وتزعم قوات النظام والوحدات الكردية أن منطقة عفرين هي تحت سيطرة فصائل متطرفة وإرهابية، ولذلك فهي تمنع السكان من العودة إليها، فيما أن السبب الحقيقي للإجراء هو دفع أهالي عفرين للبقاء في بلدتي نبل والزهراء والمناطق الأخرى الخاضعة للنظام بهدف الاستمرار في استغلالهم ماديا، كما تهدف إلى تشويه فصائل الجيش الحر واتهامها بتهجير السكان.
وأول أمس قال رئيس الأركان التركي خلوصي أكار، إن سكان عفرين بدأوا العودة إلى منازلهم بعد طرد عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي " ب ي د" من منطقة عفرين ضمن عملية "غصن الزيتون" التي يتعاون فيها الجيشان التركي والسوري الحر، فيما أكد اليوم أن قوات بلاده المشاركة في عملية "غصن الزيتون" ستصل حتى أطراف حلب عند بلدتي "نُبّل" و"الزهراء"، لتحكم السيطرة على منطقة عفرين كاملة.
والأحد الماضي، الموافق لـ 18 أذار/ مارس سيطرت القوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر على مركز مدينة عفرين وجميع النقاط المحيطة بها من الشمال والشرق والغرب، في إطار عملية "غصن الزيتون" التي انطلقت في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي.