بلدي نيوز - (كنان سلطان)
تستمر المواجهات بشكل متقطع، بين قوات النظام، التي يشكل عمادها الميليشيات الطائفية الموالية لإيران، وقوات سورية الديمقراطية "قسد"، في دير الزور، بعد أن تلقت هذه الميليشيات ضربة موجعة بداية الشهر الفائت من قبل التحالف الدولي، الذي تقوده أمريكا.
وقالت مصادر محلية، إن اشتباكات دارت بين هذه الأطراف، اليوم السبت، في قريتي "الحسينية والصالحية" من جهة المعامل، شمالي مركز مدينة دير الزور، مشيرة إلى استهداف طائرات التحالف بلدة "خشام"، أمس الجمعة، وقتل عنصرين لقوات النظام، وسبق أن استهدفت مواقع لهذه القوات، ودمرت آليات عسكرية.
ثمة مؤشرات على جهود إيرانية لخلط الأوراق في المنطقة، والدفع لإشعال المنطقة من جديد، من خلال تكرار المحاولات للتقدم باتجاه مناطق نفوذ التحالف، شمال وشرق الفرات، في ظل توافقات بين الروس والأمريكان، بعدم التقدم إلى نقاط تعد خط فصل بين كل الأطراف.
الكاتب الصحافي "فراس علاوي" قال إن "إيران تحاول خلط الأوراق في المنطقة، من أجل تثبيت وجودها في المنطقة الشرقية بالذات، وهي تعتقد بوجود جهود دولية لإنهاء وجودها في المنطقة".
وأضاف في حديث لبلدي نيوز "هي تعمل على توريط النظام بالدخول في مواجهة مع القوات التي يدعمها التحالف الدولي، وتحاول استغلال الموقف الأمريكي المتأرجح في المنطقة، فضلا عن الدعم الروسي الذي من الممكن أن يتحول ضدهم، ويجري اتفاق على إخراجهم".
وأوضح "علاوي" أن "إيران تعمل على تثبيت وجودها في المنطقة، وهذا لا يتم إلا عبر السيطرة على مناطق واسعة، وتشكيل حاضنة موالية لها، والسيطرة على مواقع نفطية لتعويض خسائرها المادية، التي أعلنت أنها ستستردها كاملة".
وأردف بالقول "إيران بالرغم من كل الخسائر التي منيت بها؛ فهي عمليا لم تخسر بشريا، فكل القتلى هم من الميليشيات المرتزقة من كل المناطق الشيعية في العالم، وهذا يجعلها تستمر في مشروعها دون الالتفات لحجم الخسائر".
وعبر "علاوي" عن اعتقاده أن الصبر الأمريكي لن يطول إزاء الاستفزازات الإيرانية، ومحاولاتهم للتقدم نحو المناطق المحظورة عليهم، فقد توجه ضربة شاملة للمصالح الإيرانية بشكل واسع في سوريا، وهذا يستدعي تفاهمات بين روسيا وأمريكا، ورجح أن تشمل الضربة مناطق للنظام في أكثر من مكان في هذا السياق.