بلدي نيوز – (كنان سلطان)
تناقلت مصادر مختلفة؛ أنباء حول توجيه التحالف ضربة جديدة للميليشيات المحسوبة على الحلف الروسي وتقودها إيران التي باتت تشكل حملاً زائداً على روسيا في ريف دير الزور الشرقي، وفي المقابل عزز النظام وميليشياته من تواجدهم في بلدة "سعلو"، عقب مناوشات استمرت منذ العاشر من شهر شباط الجاري.
شكل الصراع بين الحليفين الروسي والأمريكي، بدأ ينكشف في ريف دير الزور، على الرغم من التنسيق الظاهر، ولعل أحد تمظهراته هو محاولات النظام والميليشيات الإيرانية تخطي المنطقة التي تفصل بين سيطرة النظام وأحلافه من جهة، ومنطقة سيطرة القوات التي يدعمها التحالف، وما تبعه من رسالة أخذت طابعا أكثر جدية وفاعلية، حين قصف التحالف هذه القوات وكبدها خسائر كبيرة.
لم تقف محاولات الحلف الروسي عند هذا الحد، على الرغم من الضربة الموجعة التي تلقاها، فها هو ذا يعيد تجميع عناصره في بلدة "سعلو" التي تقابل بلدة "البصيرة" مع استمرار المناوشات في أكثر من نقطة، بهدف التقدم شرقي الفرات.
ويرى مراقبون أن رغبة النظام واضحة في السيطرة على حقل "كونيكو" النفطي، في ظل الهيمنة المطلقة على منابع النفط والغاز في دير الزور من قبل قوات سورية الديمقراطية، الأمر الذي قد يفتح باب الصراع مجددا بين هذه الأطراف.
الكاتب الصحفي "فراس علاوي" قال: "ظاهر الأمر هو أن النظام يقدم على بعض الممارسات الاستفزازية وتخطي المحظورات المتفق عليها بين القوى الفاعلة".
ويرى "علاوي" في تصريح لبلدي نيوز أن "الحكاية تبدأ وتنتهي عند إيران، والتي تهدف لخلط الأوراق وإثبات وجودها، وترفض تجاهل مسألة أن تكون خارج أي تسوية أو تقاسم نفوذ في سوريا".
وأضاف المتحدث: "إقصاء إيران يعني عدم الاستقرار في هذه المنطقة، والنظام لا يملك كثيراً من الخيارات، فهو مجبر على المضي مع إيران في مشروعها".
ولفت "علاوي" إلى أن "هناك حالة انقسام على مستوى النظام، وتعيش هذه المنظومة حالة صراع لجهة اختيار الجانب الروسي أو الجانب الإيراني".
وبحسب ما يرى "علاوي" فإن "كونيكو" لا يمثل أهمية اقتصادية بالنسبة للدول المهيمنة على قرار الحرب والسلم في سوريا، وإنما يشكل رافعة اقتصادية حقيقية للنظام و(قسد) على حد سواء، فضلا عن كونه يرفع عن كاهل هذه الدول جانباً من الخسائر في حال استثمر من قبل أحدها لجهة تمويل هذه الحرب".
ورجح المتحدث استمرار المناوشات الحاصلة في دير الزور إلى حين التوصل لاتفاق بين روسيا وأمريكا، مشيرا إلى أن "أي تهور قد يكون له عواقب غير محمودة على إيران والنظام، إذ أن أمريكا سيكون ردها قاسيا هذه المرة، وستكون إيران وميليشياتها هدفها المباشر".
وكان التحالف قد استهدف رتلا للنظام والميليشيات التي تدعمها إيران قبل أيام، عندما حاولت التقدم إلى شرقي الفرات حيث تسيطر "قسد"، وكبدت هذه القوات خسائر فادحة، في رد بدا هو الأعنف حتى الآن.