بلدي نيوز – (عمر يوسف)
لم يحتفظ نظام الأسد هذه المرة بحق الرد على اختراق الأجواء السورية والقصف من الطيران الحربي الإسرائيلي كما حدث خلال السنوات السابقة، بل تجرأ هذه المرة وأطلق نيران دفاعاته الجوية نحو الطائرة الإسرائيلية "إف16" ما أدى لإصابتها وسقوطها داخل فلسطين المحتلة، وهو الأمر الذي ُيرجح تغير قواعد اللعبة بأوامر إيرانية بحتة.
هذه الفكرة تفسرها تحليلات ترجح استدراج طهران الطيران الإسرائيلي إلى عمق الأراضي السورية بهدف إسقاط الطائرة بمضادات نظام الأسد، فيما كانت التصريحات الإيرانية الرسمية تنفي هذه النظرية التي تلت سقوط الطائرة، حيث جاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية "بهرام قاسمي" بأن التصريحات الإسرائيلية بشأن إسقاط طائرة إيرانية مسيرة، ودور إيران في إسقاط المقاتلة الإسرائيلية، مثيرة للسخرية، حسب قوله.
وكالعادة - وفي محاولة للتعتيم ونفي النفوذ الإيراني الطاغي في سوريا- أضاف "قاسمي" أن "الحكومة والجيش في سوريا كدولة مستقلة لهم الحق في الدفاع المشروع عن سيادة أراضيهم والتصدي لأي عدوان خارجي"، دون أن يدخل في تفاصيل طائرة الاستطلاع الإيرانية التي خرجت من الأراضي السورية نحو فلسطين المحتلة، وما تبعها من إسقاط الطائرة الإسرائيلية.
ولم ينس المتحدث الإشارة إلى أن الوجود الإيراني في سوريا بأنه "تواجد استشاري" ليس إلا، وهو يتم بطلب من "الحكومة الشرعية القانونية" في دمشق، حسب زعمه.
فيما عمدت ميليشيا "حزب الله" والميليشيات الإيرانية إلى تسويق سيناريو دأب عليه نظام الأسد منذ بداية الثورة السورية، عبر تعامل المتظاهرين مع "العدو الإسرائيلي" والذي يقوم بقصف مواقع النظام خدمة لهم، ومنع نظام الأسد من مواصلة الحرب ضد "الإرهاب" في سوريا.
هذا الكلام جاء على لسان من يسمى بـ "قائد غرفة عمليات حلفاء سوريا" (وتشمل قادة من ميلشيا حزب الله والميليشيات الإيرانية) والذي زعم أن "الطائرات الإسرائيلية قصفت محطة طائرات مسيرة في مطار "تيفور"، وعملها هو جمع المعلومات في مواجهة المنظمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش، وهذا كله كان يجري لصالح الجيش العربي السوري".
فيما هدد "القائد" بأن القصف الإسرائيلي لن يسكت عنه بعد اليوم، متوعدا بالرد القاسي في الأيام القادمة.
وكان نظام الأسد تلقى خسائر عسكرية ومعنوية جراء القصف الإسرائيلي واختراق الأجواء طيلة سنوات حكم الأسد الابن الذي لم يحرك ساكنا إلى اليوم جراء التواجد الإيراني وسيطرته على سوريا، حيث شنت الطائرات الإسرائيلية هجمات على مركز البحوث العلمية في "جمرايا" بريف دمشق، بينما كشف مصدر عسكري إسرائيلي أن الغارات كانت تستهدف أسلحة إيرانية مرسلة إلى ميليشيا "حزب الله" اللبناني عبر أراضي سوريا.
وفي العام التالي، استهدفت غارة إسرائيلية مواقع عسكرية للنظام في درعا، ما أدى إلى انفجار مستودع للذخيرة. وعام 2015، أغارت إسرائيل على بلدة جرمانا جنوب دمشق وقتلت القيادي بميليشيا "حزب الله"، سمير القنطار، مع قياديين آخرين في مليشيات موالية للنظام السوري.
وخلال العام الماضي، كان مطار المزة العسكري في دمشق هدفا لإسرائيل، حيث استهدفه طيرانها في كانون الثاني، قبل أن تعود وتطلق عليه ثمانية صواريخ في شباط.