بلدي نيوز - (كنان سلطان)
اللحظة الأسوء ربما تعيشها وحدات الحماية الكردية؛ فبعد سنوات من العسل عاشتها هذه القوات، وفتحت لها خزائن الأرض، وغطت سماءها طائرات التحالف، مكنت لها أن تكون نجمة في شباك المراهنات في مزاد القوات الدولية، حانت لحظة الحقيقة، وباتت تتسول من ينقذها من مأزق المواجهة مع الجيش التركي.
وصل القائد العام لوحدات الحماية الكردية "سيبان حمو" يوم أمس الجمعة، إلى القاعدة الروسية في حميميم في الساحل السوري، باحثا عن معين يجد له منفذا من فخ "عفرين"، فيمم وجهه صوب القاعدة، حيث التقى قائد الحامية الروسية "الكسندر إيفانوف".
لم تجر الأمور كما أراد "حمو"؛ فبعد أن طلب العون من الروس، وقابله بضرورة تسليم الحدود السورية التركية كاملة لقوى تمثل النظام السوري، وأمام رفض "حمو" أن تكون قواته خارج اللعبة، تعرض للطرد المذل من حميميم محملا بأقذع الشتائم، وكانت روسية خالصة.
لم تنته جولة "حمو" عند حميميم؛ فقد توجه إلى مركز القرار طيلة سنوات خلت، راجيا أن تنقذه "دمشق" ومناشدا ولي النعمة التدخل لدى الروس، لتقديم فروض الطاعة، إلا أن الرياح لم تكن كما أراد "حمو"، إذ سدت الأبواب بوجهه مرة أخرى.
وبحسب ما قالت مصادر خاصة؛ فإن "حمو" توجه إلى أحد المعارف ممن لهم حظوة لدى النظام، فكان له أن أخذ الوعد بترتيب لقاء جديد مع الروس، وربما هذه المرة ستفتح ابواب الجحيم إذا قرر أتباع العمال الكردستاني الاستسلام والخضوع لإملاءات الروس والتخلي عن الأمريكي.
وبحسب مراقبين؛ فإن الوحدات الكردية باتت تعيش مأزق عفرين بكل تفاصيله، بعد أن راهنت على الغطاء الجوي للتحالف، الذي اعتبر "عفرين" خارج اهتماماته، وبات التخبط يسم تحركاتها لجهة الطوق الذي بات مفروضا عليها، بعد أن أحكم الجيش التركي والجيش الحر الخناق على طول الحدود.