بلدي نيوز - إدلب (أحمد رحال)
مرت ليلة أمس الأحد ثقيلة على أهالي إدلب، بعد أن تحولت المحافظة إلى هدف لطائرات النظام وروسيا، وباتت مسرحا لحمم الجحيم الذي يلقى على رؤوس المدنيين، وهنا بعض مما جرى في إدلب ليلة أمس، فثمة مجزرة وثمة شهداء هناك، وأشلاء تناثرت، وهذا (أنس) الشاب الذي لم يغفل له جفن، خوفا على طفلته وذويه من همجية قصف لا يميز بين طفل وشيخ ومقاتل، والغالب هو أنه اختار هدفه بدقة، وعن سابق إصرار وإجرام.
دوي انفجار ودخان متصاعد حجب النظر، أخذ الناجون يشقون غمامه، بعد لحظات من الانفجار، الذي جعل من تلك الليلة الأثقل والأسوأ، على قاطني (شارع الثلاثين) في إدلب المدينة.
"وسام عبد العال" حاله كبقية أهل المدينة، التي دخلت دائرة العنف المفرط، الذي يعد "نهج" النظام ومن والاه، هذا الشاب وهو من سكان مدينة إدلب، لعل كل ما يأمله هو أن يمضي يومه ويلقى أهله وهم على خير حال.
يروي (وسام) لبلدي نيوز تفاصيل ليلته، التي عاشها على وقع القصف ومجزرة حولت المكان إلى ساحة رعب، حيث يقول بأنها لن تمحى من ذاكرته، ويضيف "عند تمام الساعة السادسة والنصف من مساء أمس، كنت رفقة عائلتي في منزلنا الواقع وسط (حي الثلاثين) في مدينة إدلب، مسرح المجزرة، وأصوات المارة وصخب الشارع في الخارج كالمعتاد، وفجأة دوى انفجار هائل، اهتزت أركان منزلي لشدة الانفجار، وارتعدت له أطرافي، وتملكتني خشية على طفلتي الوحيدة ذات الشهور الستة، حيث كانت مستلقية في سريرها قرب النافذة"..
ويتابع (وسام) وصف المشهد، فيقول "خلال لحظات تحول منزلي إلى خراب، غبار وركام وشظايا زجاج متناثر في أرجاء البيت، بينما كانت عدة أبنية في الخارج قد تحولت إلى ركام".
"وسام" بعد أن اطمأن على عائلته، سارع مع أبناء الحي والجيران، لتقديم العون للمنكوبين في الخارج، حيث العديد من المباني المحيطة بمكان التفجير دُمرت، منها ما تعرض لدمار كلي وبعضها دمر بشكل جزئي، وتناثرت الجثث والأشلاء في مكان الانفجار.
خلال روايته للتفاصيل يؤكد (وسام عبد العال) الذي حالفه الحظ ومكنه الله من النجاة، أنه "بعد معاينة مكان التفجير، وبدا للوهلة الأولى أنه مجهول المصدر، قد تسبب بتدمير جزء من مركز (السلام الطبي)، وخروجه عن الخدمة".
ويضيف "هرعت سيارات الإسعاف، وعناصر الدفاع المدني، وعشرات المتطوعين، لسحب جثث الشهداء، ونقل الجرحى إلى أقرب مركز طبي، واستمرت عمليات البحث عن ناجين، حتى صباح اليوم التالي (اليوم الاثنين)".
"أحمد شيخو" مدير دائرة الإعلام في مديرية الدفاع المدني، أكد أن طائرة حربية استهدفت بالصواريخ، منطقة "شارع الثلاثين"، جنوب غرب مدينة إدلب، ما تسبب باستشهاد قرابة 30 مدنيا، من ضمنهم 15 امرأة، وسبعة أطفال، فضلاً عن الجرحى الذين تجاوز عددهم 90 شخصاً، نصفهم من النساء والأطفال، وفقا للدفاع المدني.
يشار إلى أن القاعدة العسكرية الروسية في "حميميم" باللاذقية، أقرت وعبر معرّفاتها الرسمية، اليوم الاثنين، بارتكاب طائراتها مجزرة في إدلب، مبررة هذه الجريمة بأنها أنذرت المدنيين سابقاً، بسحب الثقة من التنظيمات المتطرفة، حسب تعبيرها، وهو ما يسبب سقوط ضحايا مدنيين "معظم الأحيان".