رفض سوري واسع "لسوتشي".. كيف سترد موسكو؟ - It's Over 9000!

رفض سوري واسع "لسوتشي".. كيف سترد موسكو؟

بلدي نيوز - (عبدالعزيز الخليفة)
رفض 40 فصيلاً سورياً معارضاً، المؤتمر الذي تنوي روسيا استضافته في "سوتشي" تحت اسم مؤتمر "الحوار السوري"، معتبرين أن موسكو تسعى للالتفاف على عملية السلام التي تجرى في جنيف برعاية الأمم المتحدة، واتهموها في الوقت ذاته بارتكاب جرائم حرب في سوريا.
كما أعلنت الهيئات السياسية في الداخل السوري، واتحاد الضباط الأحرار رفضهم لمؤتمر "سوتشي".
وأكد المتحدث باسم هيئة التفاوض المعارضة، يحيى العريضي، أن "أجندة المؤتمر ظاهرها شيء، وباطنها على الأغلب شيء آخر"، منتقداً ما وصفه بالعنجهية الروسية في هذا الشأن، لافتا إلى أن مناقشة مؤتمر "سوتشي" تحتاج إلى التهيؤ لاتخاذ موقف يتواكب ويتلاءم مع تلك الثوابت والمستجدات.
وفي وقت سابق، أكدت المعارضة السورية أنها لن تشارك في مؤتمر سوتشي، إن لم يفض لتحقيق انتقال سياسي، ويوقف خروق النظام، ويضمن عودة اللاجئين، وفتح ملف المعتقلين لدى نظام الأسد.
كما دعت المعارضة الأمم المتحدة للقيام بدورها في دفع النظام للدخول في مفاوضات جدية في ظل ما وصفها بسياسة تضييع الوقت التي يتبعها وفد النظام.
وعن أسباب الرفض للمشاركة بالمؤتمر قال العقيد هيثم العفيسي نائب رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر "لمجرد طلب الروس التخلي عن مطلب رحيل الأسد نحن نرفض مؤتمر سوتشي وكل من لا يتمسك بهذا المطلب كثابت من ثوابت الثورة يعتبر عدو للشعب السوري والثورة، كل من يذهب إلى سوتشي لا يمثل إلا نفسه".
ولفت "العفيسي" في حديثه لبلدي نيوز إلى أن "أي قرارات لا تخرج عن هيئة الأمم المتحدة تعتبر قرارات غير لازمة ولتكون لازمة يجب أن تكون تحت مظلة الأمم المتحدة".
بدوره الكاتب والصحفي السوري، عبد القادر ليلا، اعتبر أن سبب رفض السوريين لمؤتمر "سوتشي"، هو الراعي الروسي للمؤتمر باعتبارهم شركاء في قتل الشعب السوري، ويحاولون أن يلعبوا دور الحكم زورا، كما يريدون من المؤتمر الالتفاف على القرار الأممي رقم 2254 الذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات.
وشدد "ليلا" في حديثه لبلدي نيوز، أن أي مؤتمر ينظم بهدف إيقاف نزيف الدم السوري هو خطوة جيدة، ولكن ليس بالتأكيد على الطريقة الروسية.
وتوقع أن المؤتمر سوف يشهد مقاطعة كبيرة من السوريين، مع بقاء احتمال انعقاده من قبل "مندوبين دول "، موضحا أنه تمت توجيه الدعوات إلى بعض الشخصيات الاقتصادية والعشائرية والشخصيات المشبوه.
وعن ردة الفعل الروسية على مقاطعة المعارضة لـ "سوتشي"، ورفضها الانخراط بالحل الروسي، قال الباحث والصحفي عبد الوهاب عاصي، "إن روسيا وجهت رسالة لقوى الثورة والمعارضة السورية، فإما الموافقة والمجيء إلى سوتشي للتوقيع على قبولهم بالرؤية الروسية للحل السياسي في سوريا، أو العودة إلى دائرة العنف من جديد".
وعبر في تصريحه لبلدي نيوز، عن اعتقاده أن القوى العسكرية والسياسية إن لم تستجب فعلياً للدعوة للمؤتمر، سيكون الرد الروسي ليس فقط بالقصف العنيف، بل بتوفير التغطية النارية الكبيرة لميليشيا النظام التي تحاول التقدم شرق سكة الحجاز، خصوصاً وأن هذه القوة البرية المدعومة من إيران تواجه دفاعاً منيعاً من فصائل المعارضة المسلحة هناك.
وأوضح أن روسيا ستعمل على فرض واقع جديد على الأرض لإجبار الفصائل على تقديم مزيد من التنازل السياسي، وما زال لديها مدة 30 يوماً من العمليات.
في السياق، قال مبعوث الأمم المتحدة لدى سوريا ستفيان دي ميستورا، "إن خطة روسيا لعقد المؤتمر يجب تقييمها من خلال قدرتها على المساهمة، والدعم لمحادثات جنيف التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في سوريا".
يشار إلى أن روسيا بدأت عمليتها العسكرية في سوريا في 30 أيلول/سبتمبر عام 2015، وفي آذار/مارس عام 2016 التالي، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين عن سحب غالبية القوات الروسية من سوريا، إلا أن الجانب الروسي لا يزال يزود النظام بالأسلحة، ونسبت موسكو لنفسها أكثر من مرة منع سقوط النظام، كما استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) 11 مرة لإفشال قرارات دولية ضد نظام الأسد.

مقالات ذات صلة

زاخاروفا"موسكو تدعم سوريا وشعبها والحفاظ على استقلالها وسيادتها"

باحث بمعهد واشنطن يدعو "قسد" لمراجعة علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية

منصتا موسكو والقاهرة تتفقان على رؤية مشتركة للحل السياسي في سوريا

روسيا تتهم أوكرانيا بتدريب عناصر من "الهيئة" بوساطة أمريكية

باجتماع ثنائي جرى في أنقرة.. واشنطن تبلغ تركيا معارضتها لتطبيعها مع النظام

"جيش سوريا الحرة" ينفي مزاعم موسكو بشأن دعم مقاتلي "التنظيم"