بلدي نيوز – (كنان سلطان)
بدأت إيران بالعمل على إعادة بناء المنفذ الحدودي بين سوريا والعراق، شرقي مدينة (البوكمال)،شمال شرق سوريا، والذي كان مغلقا بشكل كامل منذ أن سيطر الجيش الحر على المنطقة، منذ ما يزيد على أربع سنوات، وذلك تمهيدا لافتتاحه بين البلدين بإشراف منها.
وقالت مصادر محلية، إن فرقا هندسية إيرانية باشرت العمل على إعادة البناء في المعبر، الواقع شرقي (البو كمال)، خلال الأيام الفائتة، بعد أن سيطرت على كامل المدنية، حيث تقود إيران العمليات العسكرية، وهي من دخل المدينة السورية عبر بوابة العراق وسيطرت عليها بقيادة "قاسم سليماني" قائد فيلق "القدس" في "الحرس الثوري".
تحيل هذه الإجراءات التي باشرتها إيران في البوكمال السورية، إلى احتلال آخر وجديد للجزيرة السورية، عبر البوابة الشرقية، في وقت حسمت فيه روسيا وجودها لعقود قادمة في الساحل السوري غربي البلاد، يعمل الإيراني على تثبيت وجوده هو الآخر شرقا، بعد أن ثبت وجوده جنوبي سوريا.
لم يكن يوما هدف إيران السيطرة على مجرد مدينة حدودية، لا ترتبط بحدود معها بأي شكل من الأشكال، إنما الهدف الإيراني كان واضحا على الدوام، وهو استكمال الطوق البري، حيث نجحت في فتح الممر الاستراتيجي الذي يربطها عبر العراق بالبادية السورية، باتجاه الساحل السوري والحدود اللبنانية لتوفير الدعم اللازم لحليفها "حزب الله".
وبحسب معلومات صحفية نقلت عن مصادر محلية في سوريا، فإن إيران بدأت فعليا باستخدام الخط البري الواصل بين العراق وسوريا، حيث دخلت قافلة مكونة من "الحرس الثوري" الإيراني، و"الحشد الشعبي" العراقي، خلال الأيام الماضية الأراضي السورية، عبر مدينة البوكمال واتجهت نحو مدينة دير الزور، لتعلن أول استخدام حقيقي لهذا الممر، خط "طهران - دمشق" لأغراض عسكرية، ويعطيها ذلك حرية في الحركة والتنقل بين العراق وسوريا، وصولا إلى الغرب والجنوب عبر البادية.
ومن أجل هذا الهدف دفعت إيران مئات القتلى، من المليشيات المذهبية التي جندتها لتحقيق طموحها في توسيع رقعة احتلالها للأراضي السورية، ونجحت في السيطرة على مساحات كبيرة من المنطقة الحدودية، التي تربط بين سوريا والعراق، في غياب كامل للقوى الأخرى المناهضة للطموح الإيراني في سوريا.