بلدي نيوز - (نجم الدين النجم)
أعلنت قاعدة "حميميم" العسكرية الروسية صباح اليوم السبت، أن مجموعة عمل معنية بالإفراج عن المعتقلين، قيد الانشاء الآن، مشيرة إلى أن هذه القضية ستحتاج بعض الوقت، نظراً للمستوى المنخفض للثقة بين الأطراف المتنازعة.
وبدت نظرة "حميميم" تشاؤمية لملف المعتقلين حيث قالت في منشورها، أن الأطراف تخشى من تسليم قوائم الأشخاص المعتقلين، بسبب مخاوف من قتلهم، حسب تعبيرها، منوهة إلى أن السوريين سواء كانوا من النظام أو المعارضة سيكونون خارج مجموعة العمل هذه، حيث أن المشاركين فيها هم الدول الضامنة فقط.
وسط هذا التشاؤم الواضح الذي تبديه روسيا تجاه ملف المعتقلين الذي أصبح ضرورة في هذه المرحلة من العملية السياسية، التي تريد موسكو أن تكون راعيها الأول، أسئلة كثيرة تفرض نفسها حول نتائج العمل على هذا الملف، آخذين بعين الاعتبار نتائج الخطوة السابقة، التي تفاءلت موسكو بشأنها وروجت لها على كافة الأصعدة، وهي اتفاق "خفض التصعيد" في المناطق المتوترة، التي مازالت تتعرض للقصف وما زال أهلها يعانون الموت والتنكيل والتهجير.
حول هذا الموضوع يقول الباحث "أيهم الأحمد" أن "روسيا لم تضغط على النظام يوماً رغم كل الوعود، فكل ما جرى في التحركات السياسية لحل القضية، التي كانت تشرف عليها روسيا، كانت تنتهي بانتصار عسكري أو سياسي لنظام الأسد".
وأضاف الأحمد: "هل ضمنت روسيا ألا تقصف المدن والبلدات؟ وهل توقفت حركات النزوح والتشرد وآلة القتل الفتاكة؟ أسئلة كثيرة تتفرع عن تحركات روسيا الماضية في المسألة السورية، والواقع في البلاد يقول إن الوضع ازداد توتراً وأصبحت سوريا ساحة لعب سياسي وعسكري لأطراف كثيرة، أكثر من أي وقت مضى".
ويذهب "الأحمد" إلى أن "موسكو تحاول مسك جميع الملفات المتعلقة بالقضية السورية، ولا تريد حلها، إنما تريد استخدام هذه الملفات كورقات ضغط على أجسام المعارضة السياسية في قادم المناسبات، للتوصل في نهاية المطاف إلى حل كامل موجود في حقيبة لافروف مسبقاً".
يُشار إلى أن الجولة الثامنة من محادثات "أستانا" سوريا، والذي شاركت فيها الدول الضامنة الثلاث، روسيا، تركيا وإيران، إضافة إلى وفد النظام برئاسة "بشار الجعفري"، ووفد المعارضة السورية الذي ترأسه الرئيس السابق للحكومة السورية المؤقتة الدكتور "أحمد طعمة".
وانتهت الجولة بتحديد موعد مؤتمر "الحوار الوطني" المزمع عقده في مدينة "سوتشي" الروسية نهاية شهر كانون الثاني/ يناير عام 2018، واتفاق الدول الضامنة على تشكيل مجموعتي عمل بخصوص ملف المعتقلين في السجون وإزالة الالغام، كما حددت الجولة هذه موعد الجولة التالية من محادثات استانا التي ستكون في منتصف شهر شباط/ فبراير العام القادم.