Independent – ترجمة بلدي نيوز
في وقت مضى، كنت أجد عبارة "أن الوضع معقد" استجابة مزعجة على الاضطرابات في الشرق الأوسط، وهي عبارة كثيراً ما استخدمت بالإشارة إلى الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، والذي كان من الممكن أن يحل لو كان هناك إرادة سياسية وضغط كافي للقيام بذلك.
ولكن الآن في سورية، يحدث العكس تماماً، فهناك رغبة بتبسيط الحرب البشعة المعقدة في سورية والتي أصبحت سائدة ومزعجة.
هذه الميول ظهرت بشكل واضح خلال المناقشة السياسية على الضربات الجوية البريطانية في سورية، والتي وافق عليها البرلمان في بداية كانون الاول.
نعم، نحن نفهم لماذا تصدر قصص "الأشرار والأبطال" بصورة فجة خلال "الحرب على الإرهاب" التي لا تنتهي، وتبدو جذابة لتبرر قضية التدخل العسكري، وعندما يطالب كل ليبرالي غربي بالقيام بشيء ما (وكأن الخيار هو القصف أو عدم القيام بأي شيء) أو كما لو أننا لم نتدخل ونحن هناك بالفعل، كل ذلك هو إفراط بتبسيط الأمور.
كما أن محاولة السياسيون العثور، أو الإشارة إلى أنه من الممكن العثور على حلول سهلة وتفسيرات للحرب السورية البشعة، كل ذلك لا يفعل شيئاً للأزمة بل يخدم فقط شعورنا الذاتي البريطاني بالأهمية في العالم.
وجهة النظر البديلة _ تقول أن نلقي نظرة فاحصة على ما حققه التدخل العسكري لنا حتى الآن، وما الزمن الذي سيستغرقه إيقاف العملية وعكس نتائجها المدمرة لعقود، هذا سيتطلب الصدق بشأن تأثير حرب العراق السابقة: وماذا ترتب عن تدخل بريطانيا فيه وتأثيراته على البلد التي أدت إلى ازدهار تنظيم "الدولة".
أكثر من ذلك، فإن ذلك يعني دراسة عقود من دعم الديكتاتوريات الوحشية في منطقة الشرق الأوسط، ودعم الأنظمة التي سحقت أي حركات ديمقراطية وليدة، وساهمت في عدم وجود قوات معارضة تقدمية علمانية كبيرة اليوم.
وفي حين أن الحرب وأسبابها قد تكون معقدة، وقضايا أخرى كبيرة تواجهنا لا تزال غير واضحة إلى حد ما – ولكن هناك أزمة اللاجئين في هذه الحرب الدامية _الواضحة جداً والتي يجب علاجها بشتى الطرق.
لقد قام الاتحاد الأوروبي بالتعتيم على هذه الأزمة، وبيع ديمقراطيات مملة حول من ينبغي أن يسمح له بعبور الحدود من اللاجئين وتحت أي شروط، فكيف لبلد صغير وفقير مثل الأردن ولبنان أن يكون لديهما القدرة على استيعاب عدد اللاجئين في أوروبا كلها مجتمعة؟ وتركيا لديها أكثر من مليوني لاجئ من سورية والأردن هي موطن لـ 1.5 مليون، ولبنان فيه أكثر من مليون لاجئ، أي ما يمثل خمس مجموع سكانه.
الحقيقة المرة هي أن الاتحاد الأوروبي لا يستجيب على نحو كاف لأزمة اللاجئين لأن العديد من الدول الأعضاء فيها (المدرجة في المملكة المتحدة) لا ترغب في ذلك.
لقد كانت الاستجابة الأوروبية أقل ما يمكن عمله لمساعدة الفارين من الحرب، وقد ركزت فقط على المعضلة الذاتية حول إلى أي مدى قد يؤثر تدفق الناس من "ثقافة دينية مختلفة" على أوروبا، الأمر الذي يثير سؤالاً آخر: إلى أي مدى يحتاج الأوربيون لتطمينات بأن المسلمين لن يشكلوا تهديداُ لهم؟
كيف انحرفت أولوياتنا، وكيف تكون الاستجابة الغالبة لمرأى الآلاف من اليائسين والغرقى من اللاجئين السوريين هو بأن نفكر فقط بما يمكن أن يفعلوه لثقافتنا وتقاليدنا وقيمنا أو أي مصطلح متعصب آخر نستخدمه ضدهم!
بالطبع أوروبا عالقة في أزمة مالية قاتمة، عمقتها سياسة التقشف والتي أدت إلى السعي اليائس عن الموارد في خمس أغنى بلاد في العالم، ولكن هناك الكثير لنتعلمه من بعض الاستجابة الشعبية لأزمة اللاجئين في العالم - والتي هي في تناقض صارخ مع موجة اللوم التي تحيط أوروبا بسبب إغلاق حدودها، ينبغي أن تُخجل المساعدة الإنسانية العملية من الجماعات والأفراد في جميع أنحاء القارة _ الساسة الأوروبيين وتشعرهم بالعار.
هؤلاء الناس الذين يفكرون حقاً بحل أزمة اللاجئين بالخدمات اللوجستية: من جمع الأموال وإرسال الامدادات من بريطانيا إلى مخيمات اللاجئين في كاليه وخارجها، يرحبون ويساعدون اللاجئين الذين وصلوا للجزر اليونانية بعد رحلة مرعبة على طريق البحر.
إذا كان هناك شيء واحد أتمناه لعام 2016، فهو أن نفهم ونكون صادقين حول متى تكون المشكلة معقدة ومتى لا تكون، وأن تكون هناك استجابة مفتوحة وإنسانية واضحة لأزمة اللاجئين بحيث تصبح شيئاً افتراضياً وليس استثناءاً.