المعارضة السورية: مقتل زهران علوش دليل على أن روسيا والنظام يريدون الحل العسكري - It's Over 9000!

المعارضة السورية: مقتل زهران علوش دليل على أن روسيا والنظام يريدون الحل العسكري

The New York Times  - ترجمة بلدي نيوز
قُتل يوم الجمعة في غارة جوية، قائد إحدى أقوى المجموعات الثورية في سورية في ضواحي العاصمة السورية، وهو القائد زهران علوش، ويعتبر مقتله ضربةً كبيرة للمعارضة المسلحة، فيما قد يدعم ذلك موقف الأسد قبل جولة جديدة من محادثات السلام المزمع عقدها.
السيد علوش هو قائد مجموعة "جيش الإسلام"، وهي المجموعة التي وافقت مؤخراً على المشاركة في العملية السياسية التي تسعى لإنهاء الصراع المستمر منذ خمسة أعوام، ويعتبر جيش الإسلام من قبل الحكومة السورية وحليفتها الأقوى، روسيا، جماعة إرهابية وطائفية ولا تختلف عن جماعات متطرفة أخرى مثل تنظيم "الدولة".
وقالت شخصيات معارضة محلية تم الوصول إليها في دمشق، أنه قد تم تنفيذ الضربات الجوية من قبل الطائرات الحربية الروسية، ولكن لم يتم تأكيد هذه المعلومات على الفور من قبل المسؤولين الروس أو السوريين.
وقال محللون أن الضربات تتماشى مع الجهود القائمة منذ فترة طويلة من قبل الحكومة السورية وحلفائها للقضاء على الجماعات التي تزعم بأنها وسطية_ بين الرئيس الأسد وتنظيم الدولة، كما أن الجهود ترمي لتحسين مكانة الأسد بين الحكومات الغربية التي تحتقره، ولكنها في نفس الوقت تراه خطراً أقل اهمية من تنظيم "الدولة".
 وكان جيش الإسلام قد أرسل ممثلين عنه هذا الشهر إلى الرياض، المملكة العربية السعودية، لإجراء محادثات مع جماعات المعارضة التي تهدف إلى اختيار ممثلين عن الجولة الثالثة من محادثات السلام الدولية، المقرر عقدها في أوائل عام 2016.
ولكن السيد علوش وجماعته لم يكن مقبولاً عالمياً كمعارضة سورية، وقد ألقي اللوم عليه على نطاق واسع بسبب اختفاء أربعة نشطاء من المعارضة العلمانية من ضاحية دمشق دوما.
يقول ابراهيم حميدي، صحفي ومراسل سوري لصحيفة "الحياة": "على عكس الجماعات المسلحة المتشددة، أظهر جيش الإسلام مؤخراً اهتماماً  بالمشاركة في الحياة السياسية".
وأضاف السيد حميدي، الذي يعارض الحكومة السورية: "بعد نجاح استهداف السيد علوش،  فإن الأسد وحلفائه الروس قد أظهروا رغبتهم في مواصلة الحل العسكري ورفض محادثات الرياض".
ويسيطر جيش الإسلام على جزء كبير من الامتداد الحضري لشرق دمشق المعروف باسم "الغوطة الشرقية"، وهي منطقة كانت تحت الحصار والقصف من قبل القوات الحكومية لأكثر من أربع سنوات.
وقد رحب الموالون لحكومة الأسد بمقتل علوش، واضعين اللوم عليه للقصف العشوائي الذي كان يتم على المناطق المدنية في دمشق، فيما قال معارضون للحكومة أن جيش الإسلام كان له دور فعال في كبح جماح المزيد من الجماعات المتطرفة من إطلاق العنان لهجمات أسوأ على العاصمة دمشق.
ويقول المعارضون أيضاً أن جيش الإسلام، الذي تراه "الدولة الإسلامية" كعدو ومنافس، كان حاسماً في منع التنظيم من الاقتراب من دمشق، وبالتالي فإن هذه الحادثة من شأنها فتح الباب لمقاتلي التنظيم للتقدم نحو دمشق.
وقد يكون جيش الإسلام عرضة للضعف الآن، بشكل خاص لأنه كان يتمحور حول شخص واحد، أكثر من أي مجموعة ثورية أخرى.
الصحفي "حسن حسن"، مؤلف كتاب "تنظيم الدولة _داخل التنظيم الإرهابي"، كان قد نشر على تويتر: "اليوم يوم كبير لأنصار الأسد، إن جماعة جيش الإسلام كانت من أول الجماعات الثورية التي حاربت تنظيم الدولة وخلاياه".
وفي الوقت نفسه، كان للسيد علوش أعداء ونقاد بين زملائه المعارضين للحكومة، فقد اُتهم بعقد صفقات مريحة مع الحكومة واكتناز أسلحة زودتها به السعودية بدل استخدامها لمساعدة الثوار في المناطق الأخرى من دمشق.
وللسيد علوش، وهو مسلم سني محافظ دينياً، تاريخ من الإدلاء بتصريحات طائفية، ولكن بعد أن اجتمع مع المسؤولين الأميركيين مؤخرا، قيل أنه قد خفف من لهجته.
وفي مقابلة مع خدمة ماكلاتشي الإخبارية، استنكر سيادة الطائفية أو الحزبية على سورية، وقال أنه يعتقد أن البلاد يجب أن تحكم من خلال جهاز تكنوقراطي ذو كفاءة.
وكان فصيل جيش الإسلام قد سمح لمجموعة من النشطاء العلمانيين من دمشق، بما في ذلك رزان زيتونة، وهي محامية لحقوق الإنسان وحائزة على جائزة، أن تجعل مقرها في دوما، ولكن في عام 2013 تم اختطاف جميع هؤلاء النشطاء بعد أن انتقدوا جيش الإسلام.
وقد نفى علوش مؤخراً أن تكون جماعته وراء اختفائهم، ولكن مقتله الآن يجعل أصدقاء النشطاء المخطوفين في قلق جسيم على مصير رزان وباقي الناشطين.
وتتزامن الضربة على جيش الإسلام مع انسحاب مقاتلي تنظيم "الدولة" من مخيم اليرموك لللاجئين الفلسطينيين، جنوب دمشق، في صفقة تشمل الحكومة السورية، مقاتلي التنظيم، وجماعات ثورية سورية أخرى،  وفصائل فلسطينية والأمم المتحدة.
تفاصيل الصفقة بقيت غير واضحة، ولكن جزء منها يهدف للسماح بمغادرة بعض المدنيين المخيم وزيادة وصول المساعدات الإنسانية إليه، حيث يواجه آلاف السكان الجوع الشديد والظروف الغير الصحية، فلطالما كان المخيم محاصراً منذ بدء "الأزمة السورية".
كما قيل أيضاً أن الاتفاق سيضمن ممر آمن لمقاتلي "الدولة الإسلامية" من اليرموك الى مقر المجموعة في الرقة في شرق سوريا.

مقالات ذات صلة

تحسن واقع إنتاج أسطوانات الغاز ليصل الإنتاج اليومي بدمشق لأكثر من 20 ألف أسطوانة يومياً

بيدرسون يؤكد على ضرورة التهدئة الإقليمية مخافة امتداد التصعيد إلى سوريا

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

مطالبات بإعادة إحياء صناعة الأحذية في سوريا

سفير إيطاليا لدى النظام "أبدأ بحماس مهمتي في دمشق"

قاطنو العشوائيات في دمشق"روائح كريهة وانتشار للقوارض ومعاناة مستعصية"