بلدي نيوز - حماة (أحمد العلي)
لبت مدينة كفرزيتا بريف حماة، وسط سوريا، نداء الثورة السورية مبكرا، وشهدت أول مظاهرة مناصرة للثورة في 22/4/2011 خرجت من مسجد أبي بكر الصديق في المدينة، واجهها النظام كما كل سوريا بالقمع. واستشهد سبعة متظاهرين وأصيب العشرات في جمعة "النصر لشامنا ويمننا" في 30/9/2011 برصاص الأمن التابع لنظام الأسد، إلى تحررت المدنية على يد الجيش السوري الحر في 2/6/2012 بعد معركة مع قوات النظام استمرت لأربعة أيام.
وضمن سياسة العقاب الجماعي -التي ينتهجها نظام الأسد ضد المدن الثائرة- تعرضت المدينة لحملة قصف ممنهجة منذ تحريرها، دفعت سكانها إلى هجرتها واللجوء إلى مناطق أخرى شمال سوريا.
وعن قصف النظام على المدينة وتهجيرها، وقال المتحدث العسكري باسم "جيش العزة"، محمود المحمود، "إنه بعد تحرير كفرزيتا من قبل الجيش السوري الحر، بدأ النظام بقصفها لتفريغها من سكانها، وإعاقة أي عمل عسكري جديد يهدف لتحرير مناطق جديدة".
وأوضح المحمود في حديثه لبلدي نيوز، أن "مدينة كفرزيتا عقدة المواصلات في ريف حماة الشمالي وريف ادلب الجنوبي؛ فهي نقطة الوصل بين مدن وبلدات "اللطامنة، ومورك، والهبيط"، وتعتبر الخط الثاني على الجبهة العسكرية على جبهات ريف حماة الشمالي (حلفايا، وطيبة الإمام).
ولفت إلى أن المدينة تعتبر من أكبر البلدات في المنطقة، ولكن بعد القصف الكبير من قبل قوات النظام.. المدينة مدمرة بالكامل.. وأهلها نازحون بنسبة تصل إلى حوالي تسعين بالمئة".
من جانبه، الناشط الإعلامي محمد العبدالله وهو من أهالي كفر زينا، قال إن المدينة تتعرض بشكل يومي لقصف من قوات النظام والطائرات الحربية التابعة للنظام وروسيا.
وأشار "العبدالله" في حديثه لبلدي نيوز، إلى أنه "مع توقيع مناطق خفض التصعيد من قبل روسيا وإيران وتركيا في أستانا، لم يتوقف القصف على مدينة كفرزيتا من حواجز النظام، حيث تتعرض لاستهداف يومي بالمدفعية والصواريخ راح ضحيتها العديد من الشهداء والجرحى".
بدوره، المواطن حسين بكور، وهو من سكان كفرزيتا ممن آثروا البقاء فيها على النزوح، قال إن "الشارع الذي يقع فيه منزله بالمدينة بات شبه خاليا اليوم، حيث دفع قصف النظام ومن ثم روسيا أغلب الأهالي للنزوح، مشيرا إلى المدينة بقي فيها أفقر أهلها الذين لا يملكون حتى ثمن خيمة تأويهم في المناطق المحررة بالشمال السوري.
ولفت أن المدنيين تضرروا بشكل كبير من قصف النظام، حيث هجروا من بيوتهم بعدما أصبحت ركاما وتشردوا بين المخيمات، وأبعدتهم الحرب عن أعمالهم خصوصا عن الأراضي الزراعية التي كان أغلبهم يعمل فيها لكون كفرزيتا من أكبر القرى في إنتاج الزيتون وزيته بريف حماة وقد أخذت اسمها منه.
وتقع كفرزيتا شمال غرب مدينة حماة، وسط سوريا، على بعد نحو 40 كليو مترا عن مركز المدينة، وتتبع إداريا لناحية محردة.
ووصل عدد سكان المدينة قبل بدء حملة القصف الممنهج مع تحريريها إلى نحو 28 ألف نسمة، إلا أنهم تراجعوا في الوقت الحالي إلى نحو 2000 مدني.
وبعد إبرام اتفاق خفض التصعيد في أستانا، الذي رعته روسيا وإيران وتركيا، هجّر نظام الأسد آلاف المدنيين من مدنهم وبلداتهم بأرياف دمشق وحمص، بعد إطباق الحصار عليهم، وتخييرهم بين الموت جوعا أو التهجير القسري. ووصل الأمر بنظام الأسد وحلفائه إلى تهجير اللاجئين السوريين في مخيمات عرسال في لبنان إلى الشمال السوري بعد حملة عسكرية استمرت لأيام وهدفت إلى تهجير الآلاف عنوة.