بلدي نيوز – (عمر الحسن)
اعتبر القيادي في "هيئة تحرير الشام" جمال حسين زينية المعروف "أبو مالك التلي"، أن "حزب الله" أذعن لشروطهم، بعد معارك استمرت نحو ثلاث سنوات ونصف من الحصار في القلمون الغربي.
وقال "التلي" لوكالة "إباء" المقربة من "تحرير الشام" إن أهم خسائر الحزب كان العنصر البشري، "حيث قُتل وجُرِحَ العشرات منهم وذلك حسب اعتراف الأسرى الذين وقعوا في أيدينا في الأيام الأخيرة الماضية"، إضافة لتدمير عدة آليات واغتنام أسلحة خفيفة وذخائر.
وأشار إلى أن قرار "تحرير الشام" بالانسحاب "كان بعد دراسةٍ عميقة ومشاورة الفعاليات الخدمية والمدنية في المنطقة ومن نثق بهم، واتخذناه للحفاظ على سلامة الأهالي والمهجرين في المنطقة، بعد أن قام الحزب باستهداف مخيمات اللاجئين بالطائرات وصواريخ الفيل، إضافة لمساندة الجيش اللبناني له وقصفه للمخيمات بالرشاشات المتوسطة والمدافع".
وكانت شروط الانحياز من القلمون الغربي وما حوله هي سلامة الأهالي الراغبين في الخروج من المنطقة، وإفساح المجال أمامهم وتأمين وصولهم إلى المناطق المحررة في الشمال السوري، إضافةً لإخراج بعض الأسرى والأسيرات من سجون "حزب الله" و "الحكومة اللبنانية"، والتعهد بعدم التعرض لمن يريد البقاء في المنطقة، بحسب تصريحات "التلي".
وحسب "التلي"، فقد تضمن الاتفاق الذي تم بين "تحرير الشام" و"حزب الله" ومعه "الحكومة اللبنانية": "تنفيذ البنود على مراحل، وكان أولها مبادلة إحدى الأسيرات و9 جثث لشهدائنا مقابل 5 جثث للحزب، ثم إطلاق الحزب والحكومة لأسيرتين و3 أسرى من سجني بربر ورومية بالتزامن مع إخراجنا لـ3 أسرى من الحزب؛ وفي المرحلة الأخيرة خروج جميع المقاتلين ومن يريد من اللاجئين نحو الشمال مقابل إطلاق الهيئة سراح 5 أسرى من الحزب لديها".
وأكد على صعوبة التفاوض ومحاولة "الحزب" عدم الالتزام به، واستعجاله في بدء تنفيذ البند الأخير قبل الانتهاء من جميع الترتيبات اللازمة، وذلك ليستخدم الحافلات كورقة ضغط عليهم.
وختم قائد "هيئة تحرير الشام" في القلمون الغربي حديثه قائلًا: "اشترطنا ضمن المفاوضات أن تتعهد "الحكومة اللبنانية" بحفظ حقوق وسلامة اللاجئين السوريين الذين اختاروا البقاء في المخيمات".
وكان "حزب الله" شنّ في 21 تموز/يوليو الماضي هجوماً على جرود بلدة عرسال اللبنانية وامتدادها السوري في القلمون الغربي، في حملة عسكرية هي الأضخم لهُ مدعومة بتغطية جوية من طيران النظام، واستمرت المعركة لأكثر من أسبوع، ويستضيف لبنان قرابة مليون ونصف المليون لاجئ، يعشون في فقر مدقع كما يعيش عدة آلاف في مخيمات مؤقتة شرقي عرسال في منطقة جبلية قاحلة.