السوري أحمد الهندي لصحيفة الاندبندت عن رأيه – ترجمة بلدي نيوز
أنا سوري وبلدي سورية، ولدت في مدينة دير الزور، وكنت في دمشق عندما حدثت المجزرة في منطقة داريا المجاورة، والداي يعيشان في تركيا الآن وقد يموتا هنا بعيداً عن المنزل الذي شقيا لـ 50 عاماً حتى بنياه – وأولادي لن يذهبوا إلى جامعة دمشق كما فعلت أنا إن لم يوضع حد لهذه الحرب.
السوريون هم الوحيدون الذين يجب أن يقرروا مستقبل بلدنا، مع أو من دون الدعم المالي والسياسي للمسلمين الآخرين، ولكن الشعب السوري قد تم تجاهله في الأشهر الستة الماضية من قبل المجتمع الدولي، وخصوصاً خلال "محادثات السلام" الأخيرة في فيينا والتي شملت الولايات المتحدة وروسيا والمملكة العربية السعودية وإيران - ولكنها لم تشمل أي ممثل عن سورية.
المجتمع الدولي يحاول إجبارنا على اتخاذ خيار مستحيل بين دكتاتور وحشي "بشار الأسد" وبين "تنظيم الدولة الإسلامية"، وهو قلما يولى أي اهتمام لصوت الشعب السوري، الذي يجب أن لا ننسى أنه ثار، لأنه أراد بناء دولة ديمقراطية يحكمها القانون، ويُحترم فيها حقوق الإنسان.
كما أن المجتمع الدولي لا يعير أي اهتمام للجيش السوري الحر – الذي يمثل ما بدأت الثورة السورية لأجله، فقد تم تشكيله في 29 تموز 2011، رداً على استجابة النظام السوري العنيفة على الاحتجاجات السلمية في دمشق وحمص ودير الزور وحلب.
وكان رياض الأسعد، أول زعيم للجيش السوري الحر والعقيد المنشق عن الجيش العربي السوري، إلى جانب منشقين آخرين، قد أدركوا أن التغيير لا يمكن أن يحدث مع قمع النظام الاحتجاجات السلمية بعنف، والذين رفضوا تنفيذ أوامر الأسد بإطلاق النار على المتظاهرين.
يوجد حالياً نحو 15 مجموعة نشطة من الجيش السوري الحر، يقودها ضباط الجيش العربي السوري السابقين، ويعملون بشكل رئيسي في حلب، ريف دمشق، درعا، وحماة.
الشيء الأكثر فعالية الذي يمكن أن تقوم به المملكة المتحدة وبقية المجتمع الدولي من أجل السلام في سورية هو دعم الجيش الحر ودعمنا في القتال ضد الأسد.
وإن قهرنا قوات الأسد، سنكون بعد ذلك قادرين على تخليص سورية من تنظيم الدولة، التاريخ يعلمنا أن ذلك ممكن، ففي الماضي كان الجيش السوري الحر قادراً على محاربة الإرهابيين وإزالة التنظيم من حلب ودمشق رغم عدم وجود دعم خارجي تقريباً.
لقد كان أمام الولايات المتحدة وأوروبا الفرصة لدعم الثورة السورية، ولكن الحزب اليساري المعني بما حصل عقب حرب العراق قوضوا تلك الفرصة، وقلة الاهتمام التي أولوها لنا وعدم اكتراثهم بحياة البشر الذين يقتلون في سورية كان أمراً صادماً وهو ليس بأقل من خيانة.
"تنظيم الدولة الإسلامية" هو منظمة إرهابية، يفترض أنها تعمل بقيم الإسلام، ولا أحد اكثر معرفةً من السوريين بأن هذا التنظيم لا يتبع المبادئ الحقيقية للإسلام، ولذلك لا أحد يكرههم لذلك أكثر من السوريين، فقتلهم للسوريين المسلمين كل يوم باسم "إسلامهم المزيف" هو شيء يثير حنقنا وغضبنا أكثر مما يغضب الغربيين.
إذا أرادت بريطانيا أن ترى نهاية عهد التنظيم في مدينة الرقة وخارجها، فعليها أن تواجه الحقيقة حول الأسد، فالتنظيم استغل ببساطة فرصة الحرب الجارية في سوريا لإثارة الرعب في سورية وبقية العالم.
اعملوا على أن تنجح الثورة السورية وسترون سقوط التنظيم السريع مع مساعدة الحكومة المنشأة بشكل ديمقراطي في دمشق.
غضوا الطرف عن الديكتاتور القديم في سورية "الأسد"، وسيذهب الاستقرار أدراج الرياح وسيشكركم التنظيم من الصميم على ذلك.