بلدي نيوز- (خاص)
تفاجأ السوريون اليوم الخميس، بأنه أصبح من المتعذر عليهم الوصول إلى معظم الفيديوهات التي تتعلق بالحرب التي يشنها النظام في سوريا، سواء مشاهد القصف أو الشهداء والجرحى، وحتى عمليات الإغاثة والاسعاف وعمليات توزيع المساعدات الإغاثية على المدنيين الذين حاصرهم وشردهم نظام الأسد.
ليكتشفوا لاحقاً أن إدارة اليوتيوب قد حذفت معظم القنوات السورية المعارضة التي تغطي الأحداث في سوريا، والتي قامت بإغلاقها دفعة واحدة تقريبا، لتكون هذه واحدة من أكبر الضربات التي يتعرض لها العمل التوثيقي المستمر منذ سبع سنوات، والذي يقوم به الإعلاميون السوريون المعارضون للنظام بمختلف مؤسساتهم.
حيث حذفت إدارة اليوتيوب عدداً ضخما من القنوات المعارضة، استطعنا أن نحصر ما لا يقل عن خمسين قناة، ما بين قنوات مؤسسات إعلامية وتوثيقية، إضافة إلى قنوات الناشطين، والمواطنين الصحفيين، وحتى قنوات سورية نشرت بعض الفيديوهات عن جرائم النظام تعرضت لهذه الحملة الغير مسبوقة، من بينها قناة شبكة بلدي نيوز، وزمان الوصل، ووكالة خطوة، وغيرها الكثير من القنوات والصفحات الإخبارية التي تعمل على توثيق جرائم الأسد.
ناشطون وصحفيون اعتبروا أن هذه العملية ليست عشوائية، ففي حين تعرضت الصفحات الإخبارية الثورية التي تلتزم بالعديد من المحددات الأخلاقية والقانونية لطبيعة المحتوى المنشور ضمنها، أكد ناشطون أن صفحات النظام التي تنشر مشاهد وحشية لأفعال عناصر النظام ما تزال تعمل ولم يتعرض أي منها للحذف، بل أصبحت بحكم خوارزمية اليوتيوب تظهر بشكل اقتراحات جانبية كلما شغلت فيديو يتعلق بسوريا، الأمر الذي يعني أن ما يحدث الآن هو عملية تهدف لشطب جرائم الأسد، وترسيخ روايته للحرب في سوريا، ودعمها بالفيديو في حين تشطب وتمحى جرائمه، وكل ما سيبقى من أثر مرئي عن الحرب السورية هو ما يريد النظام إيصاله للعالم، حيث حذفت إدارة اليوتيوب الفيديوهات بشكل كامل.
من جهة أخرى أطلق ناشطون استمارة من أجل العمل على توحيد الجهود للرد على تصرف إدارة اليوتيوب، الأمر الذي يسعون من خلاله لتوحيد الجهود من أجل إيجاد طريقة للرد والتصرف لمواجهة هذه الحملة، حيث يخشى ناشطون من امتدادها إلى الفيسبوك والتويتر، وغيرها من المواقع، الأمر الذي يعني إسكات أي صوت معارض للأسد، وطمس معالم جريمته بحق السوريين.